Sunday, February 13, 2005

باي باي فبراير

حضرت مساء الخميس الحفل الغنائي لعملاق الطرب محمد عبدو في صالة التزلج في الحفل الختامي لمهرجان هلا فبراير، اللي كل سنة "ينكمش" ويقصر حيث انتهت الاحتفالات ولا زال في شهر فبراير المسكين اسبوعين ما احد سائل فيهم

وصلت إلى صالة التزلج قبل الساعة الحادية عشر بقليل، وإذا بطابور من السيارات عند المدخل ينتظر تفتيش ضباط الشرطة، ولكن عندما جاء دوري طلب مني الضابط التوجه إلى مدخل آخر بعيد يكاد أن يكون في المرقاب حيث خصص موقف خاص للشباب فقط.. حتى مواقف السيارات صار فيها فصل بين الشباب والعائلات..، تعوذت من الشيطان لكي لا أدخل في مشاجرة مع الضابط وينتهي بي الحال بقضاء السهرة في المخفر، وركنت سيارتي في موقف بعيد ومشيت إلى باب الصالة في البرد القارس، والتقيت مع أصدقائي في الداخل حيث جلسنا في الصف السابع "عائلات" لأننا كنا مجموعة مختلطة

كعادة هذه الحفلات الغنائية، كانت غالبية الحضور متألقة بعز الكشخة بما فيهم محسوبكم بالدشداسة الشتوية الداكنة والشماغ الأحمر.. مكملاً كشختي بالبخور والطيب. الحضور النسائي كان كثيفاً أيضاً، أجزم أنهن حضرن للإستمتاع بكلمات الأغاني العذبة التي جف بئرها واختفت من حياتهن الخاصة... ولا أعلم مدى اهتمام بعض الحضور من الجنسين بالفن العريق أو أنهم جاءوا فقط
to see and be seen

لفتت نظري سيدة جميلة في الصف الثاني كانت ترتدي الحجاب (أو الشيلة) على الطريقة السعودية، كانت هائمة في الألحان والكلمات لدرجة النشوة، تتمايل وتصفق لأغنية تلو الأخرى، تردد الكلمات عن ظهر قلب وتخاطب الفنان محمد عبدو وكأنها في حوار خاص معه ... تبحرت فيها وتأسيت على حال الجيران في السعودية، فهل يعقل أن تأتي هذه السيدة الرقيقة وغيرها الكثير من هواة الفن من السعوديين والسعوديات للكويت للاستماع لمطرب سعودي ويحرمون من سماعه في بلادهم؟

بعد الإستراحة في منتصف الحفل، رجع الفنان محمد عبدو بصحبة شباب يدقون المراويس واليحلة.. واستغربنا هنا لأننا لم نخبر أي من أغانيه تغنى على طريقة "الصوت" الكويتي. دقت المراويس، وإذا بمقدمة موسيقية جميلة أتت بعدها كلمات سمجة اتضحت سماجتها أكثر مقارنة بكلمات الأمير خالد الفيصل وغيره من الشعراء الكبار.. "ترى احنا ما تغيرنا انتوا اللي تغيرتوا، وتكدرنا ومادري شنو.. الخ" ... لا أدري من كتب هذه الكلمات البايخة لكن بعد مناقشتها مع الأصحاب اختصرنا المعضلة في غالبية أغانينا الكويتية الحديثة، وهي أن كلماتنا هذه الأيام مليانة تحلطم وشرهة، وعذال وحساد، وحزن وكدر... بينما غيرنا لازال يبتهج ويتغزل ويتفوق على نفسه بأساليب الغزل

مهما كثر الحديث عن صالة التزلج (أنظر الموضوع السابق) وعدم صلاحيتها لهذه الحفلات، تبقى المشكلة الكبيرة في طريقة تنظيم الحفلات الغنائية في مهرجان هلا فبراير. لماذا يتم تكديس المطربين والمطربات الواحد تلو الآخر في ليلة واحدة لغاية الساعة الرابعة فجراً؟ ما الضرر في توزيعهم على أيام الأسبوع، حيث يبدأ كل مطرب حفله الخاص في التاسعة وينتهي في الحادية عشر مثلاً ويكون للمطربين ساعتين يغنوا بهما ما يشاؤون، بدلاً من العجلة التي هم بها الآن؟ بهذه الطريقة يرتاح الجمهور ولا يضطر للإستماع لمطرب نشاز بانتظار مطرب آخر، وأيضاً لأن كراسي الصالة حتماً لا تصلح للجلوس لمدة أكثر من الساعة والنصف

ثم لماذا حبسنا الفن والطرب في شهر واحد قصير، أو بضعة أسابيع، لكي نقضي بقية أيام السنة في قحط وجفاف فني؟

يا حسرة عليك يا كويت

11 comments:

  1. زيدون..
    الله يونسك بالعافيه

    سالفة المواقف صحيحه؟؟
    يعنى تخيل شخص دافع تذكره و متعنى علشان يغازل

    مشكلة حصر الانشطه فى شهر واحد مشكلتنا الازليه بكل المجالات

    أذكر لما كانت الكويت عاصمه للثقافة صابتنا تخمه من المعارض... فنانين متميزين من الكويت اذكر منهم بنت العيسى و معارض خارجيه من امريكا و اليابان..
    و بعدها خاموش...
    زين شللى يمنع ان ننظم معرض كل شهر؟

    ReplyDelete
  2. Very nice post. Informative and pleasing - especially your descriptions.

    ReplyDelete
  3. بو مريوم... بما أن الفنون بجميع ألوانها حرام لأنها تلهي الناس عن العبادة حسب نظر القلة التي تحكم الكويت فعلياً خلف الكواليس، فهم يرمون لنا بالفتات عن طريق الترخيص لبضعة اسابيع نأخذ بها متنفس فني قصير، نعود بعدها إلى الكآبة التي يعتقدون زوراً أنها تقربنا إلى الله

    وفي أمه خير أي واحد مننا يطلب ترخيص من وزارة التضليل لإقامة حفل موسيقي، حتى ضمن ضوابطها البائسة... سيكون الرفض بانتظارنا كالعادة

    ReplyDelete
  4. أنا أعرف أن الناس أذواق.... بس عاد عملاق الطرب قوية شوية!!

    ReplyDelete
  5. الناس اذواق فعلاً يا بو غازي... يبدو أن عملاق الطرب في نظرك هو بشار الشطي

    ;-)

    ReplyDelete
  6. زيدون اختلف معاك
    اعتقد ان المساله هى سؤ تنظيم بالاساس و بعدين مشكلة التراخيص

    بعدين..عملاق الطرب هو كرامه مرسال و بس

    ReplyDelete
  7. imagine as country we dont have a decent theatre, you have to go to the skating rink.

    ReplyDelete
  8. لا ما توصل لهالدرجة! بس أنا أشوف ان فيه ناس أكفأ و أكثر استحقاقا للقب عملاق العرب من محمد عبده.

    زيدون على طاري ال to see & be seen أذكر لما جاءت فيروز للكويت حجزت مقعدين على أول سطر و أخذت الوالدة معاي ، طبعا لا أول سطر و لا هم يحزنون ، فكنا سادس سطر و الخمس أسطر الأولى كانت لحثالة المجتمع. و طبعا أول ما دخلت السيدة فيروز الكل قام من كرسيه يصفق و يهلل ، كـــــل الحضور ما عدا (كما كان متوقع) الخمس أسطر الأولى اللي أعتقد وجهة نظرهم كانت "لييييش احنا نفز لها!!!". هذا غير السخيفة اللي وراي أسمعها تكلم اللي يمها تقول "لو يايبيين مرام أحسن"!!!

    ReplyDelete
  9. آآآه يا بوغازي، لا تذكرني بتلك الليلة التي أثبت فيها من يسمون نفسهم المجتمع الراقي أنهم لا شافوا الرقي ولا عرفوه... سوالف، تذمر، تحلطم... يتمشون في الصالة كأنهم في حفل استقبال

    لكن تبقى في النهاية العملاقة فيروز تمحو أثرهم بصوتها، خاصة عندما غنت "وقف يا أسمر" و"سلملي عليه

    ReplyDelete
  10. waterlillie... The Saudi lady had to come to Kuwait to see a SAUDI singer. There's something very wrong with this picture

    ReplyDelete
  11. حفلة فيروز بالكويت كانت محرجة
    الجمهور قليل وبعضهم طلعوا قبل نهاية الحفلة
    في أحد يخلي فيروز تغني ويروح بيتهم؟

    زيدون.. آنا مع بوغازي
    عمري ما فهمت سبب إعجاب الناس الشديد بمحمد عبده، مع اني أحب عدد من أغانيه
    اختياره للكلمات موفق جدا.. وبس

    طلال مداح ويا عوده وايد ألطف.. وأصدق :)

    ReplyDelete

Keep it clean, people!