في مثل هذا ليوم من سنة 1969 خطت أقدام رواد الفضاء الأمريكان على سطح القمر، وتحتفل الولايات المتحدة اليوم بهذه المناسبة التاريخية كما ينبغي ويحق لها أن تحتفل
وفي هذا اليوم من سنة 2009 يتصارع نواب الأمة في دولة الكويت المنكوبة على مناهج التعليم المتخلفة، ويتراشقون بالألفاظ ويضعون الخطوط الحمراء وغير ذلك من أساليب التهديد الحقيرة... وعلى شنو يا خلاّف؟؟ على بعض نصوص التربية الدينية؟؟
الناس وصلت القمر من 40 سنة وانتو تتصارعون على كلام عمره 1400 سنة؟؟ وهل ستؤهل هذه النصوص طلبتنا لدخول معتركات الحياة وأسواق العمل المضمحلة؟؟ هل ستدخلهم جامعات محترمة؟؟ طبعاً لا فلا شأن يعلو فوق ثواب الآخرة وتباً لأي عمل مفيد في الدنيا!! ولا هم لجماعات التأسلم السياسي ومن يتبعهم سوى هذه الغيبيات ومع ذلك يزاحمون خلق الله في سوق العمل
أين أنتم من فضيحة تقرير البنك الدولي الذي انتقد النظام التعليمي في الكويت بشدة واعتبر السنة الدراسية الأقصر في العالم كله، مهدداً بعدم اعتراف الجامعات العالمية بمخرجات نظامنا التعليمي؟؟ وأين أنتم من فضائح دكاكين الشهادات المشبوهة؟؟ وأين أنتم عن انخفاض مستوى الخريجين في شتى المجالات لدرجة مخيفة؟؟
إن التعليم في الكويت قد عانى وما زال يعني الكوارث، واحدة تلو الأخرى، والواحدة أشد من سابقتها، لكن لا أحد يهتم بأي إصلاح حقيقي بل لا أحد يجرؤ على تصحيح المسار الأعوج الذي نتج عن سيطرة قوى التخلف على كل ما يخص التعليم، ناهيك عن أصحاب الكفاءات المشبوهة وإدارتهم لوزارة التعليم العالي دون أي انجاز يذكر لسنين وعقود طويلة
الكلام عن التعليم لا ينتهي وقد يحتاج كتباً ومدونات ومقالات متخصصة فوق طاقتي... لكني اليوم تمالكني الغضب وانا أشاهد احتفاليات وصول الإنسان إلى القمر بينما نحن نقبع في سراديب الغيبيات والتخلف