استكمالاً للموضوع السابق عن الإحتلال الداخلي الذي يعم ويجتاح الكويت... سأروي لكم بعض الحوادث المتفرقة والي يجمعها شيء واحد هو تكرار التساؤل والتخوف من ردة فعل الإسلاميين تجاهها
رأيت كما رأى الكثير غيري الحملة الإعلانية الكبيرة لجامعة الشرق الأوسط الأمريكية على شارع الخليج وغيره من شوارع المدينة الرئيسية. هذه الإعلانات تصور وجوه سعيدة لشباب وشابات (غير محجبات)، كويتيين ومقيمين، تم قبولهم لدى الجامعة وهم من خلال ظهورهم في الإعلان يعبرون عن فخرهم وفرحتهم ببدء مشوار الدراسة الجامعية.. ومن منا لا يتذكر تلك الأيام الجميلة من عمرنا؟ إلى هنا والموضوع عادي جداً، وقديماً كانت ستكون ردة فعل أي إنسان عادي "يا حليلهم.. الله يوفقهم" ثم ننساهم.. أما الآن، كانت ردة فعلي الأولى لا شعورياً "وين الإسلاميين ما احتجوا عليهم؟؟ الله يعينهم"... لماذا؟؟؟
****
محطة إف إم 98.4 كانت تسمى سلام إف إم وكانت معنية بالبرامج الدينية والأناشيد مع بعض من تلاوة القرآن الكريم... واليوم؟ بث تجريبي بأغاني عربية وأجنبية وإيرانية وغيرها
عادةً نقول كيفهم.. يمكن ما الله وفقهم بالإذاعة الدينية (يعني ماكو اعلانات تجارية) لكن اليوم قد نتوجس خوفاً من أن تثور ثائرة الإسلاميين لأنهم قد يعتبرونها مثل المرأة التي خلعت حجابها أو مثل المسلم المرتد الذي يجب قتله حسب تفسيرهم الأعوج للإسلام.. يوم يقولون لا إكراه في الدين ويوم يقولون اقتلوا المرتد.. دوختونا وياكم، ويقولون ليش الإلحاد زايد هالأيام
****
رجل أعمال أراد أن يرتقي بالجو الثقافي ويعيده إلى المستوى الذي كان عليه قبل حلول الظلام. فكر بإحضار إحدى العروض الشيقة والتي تحتوي على حركات رياضية صعبة يؤديها شباب وفتيات يرتدون لباساً ضيقاً ليسهل الحركة.. قبل أن يتقدم للجهات المعنية - وما أكثرها من غير داعي - للسماح له بالتعهد والترويج للعرضن نصحه الأهل والأصدقاء بعدم إضاعة وقته لأنه حتماً سيواجه بالرفض لأن العرض يخالف تعاليم الدين، مع العلم أنه لا يوجد قانون يحرم مثل هذه العروض
بإمكاني عد وحصر الكثير من الأمثلة إلى ما لا نهاية، لكن لا داعي لإضاعة الوقت... الزبدة وخلاصة الكلام أننا أصبحنا، دولةً وشعباً نرتعد خوفاً ونحسب ألف حساب لقوى التكفير والجهل والظلام والتخلف أكثر من القانون والحكومة وحتى أسرة الحكم. وبدلاً من الإحتماء بالقانون والدستور الذان يكفلان جميع حقوقنا أصبحنا أسرى للفتاوى والمرجعيات المشبوهة
وعلى طاري المرجعيات.. قبل أسابيع كنت أشاهد حلقة من المسلسل الفكاهي ويــــدز على إحدى قنوات شوتايم، والذي تدور أحداثه حول مغامرات ربة بيت تضطر لبيع المخدرات - الماريوانا - لتعيل أسرتها بعد وفاة زوجها. يتعرف إبنها على شابة مسيحية متدينة لكنها لا ترى أي مشكلة في تدخين الماريوانا لأنه عشب طبيعي ومن صنع الخالق. وعندما يسألها إن كانت تعلم أن ذلك يخالف القانون، ترد عليه بمنتهى البرود: أنا لدي مرجعية أعلى من القانون* ... جوابها بقي يدور في بالي لأيام عديدة، واتضح لي أننا نعيش تحت سيطرة جماعة تفكر مثلها تماماً، فلا ترى ضيراً من مخالفة القانون وانتهاك الدستور لأنها ببساطة لا تعترف بوجوده، فهي تستند إلى مرجعية أعلى من القانون
وبس.... وعلى الدنيا والديرة السلام *Silas: "But it's against the law!"
Tara: "I answer to a higher authority"