Wednesday, September 30, 2009

رحم الله من نفع واستنفع

قبل عدة أسابيع كنت أستمع من غير تركيز إلى جهاز الراديو في مكتبي أثناء ساعات العمل وانتبهت فجأة إلى الدقائق الأخيرة من مقابلة على محطة البي بي سي مع ناشط اجتماعي وسياسي من نيجيريا يحاول جاهداً مكافحة الفساد المستشري في بلاده وفي الدول الأفريقية بشكل عام.. حينها سأله المذيع البريطاني: "لكن الفساد موجود في كل مكان، ما الذي يجعل الفساد في أفريقيا أسوأ من الفساد في دول أخرى؟

رد عليه الناشط.. "في الدول المتقدمة يوجد فساد لكنه لا يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية.. قد تستفيد مجموعة أو طبقة ما من صفقة هنا أو مناقصة هناك، ولكن تستمر الخدمات الأساسية التي توفرها الدولة للشعب دون أن تتأثر بهذا الفساد، فمدارسكم ومستشفياتكم وشوارعكم بأحسن حال وإذا كان هناك تنفيع لفئة معينة مقابل تقديم خدمات جيدة فهنيئاً لهم ... أما في البلاد الأفريقية، فإن الفساد يشكل خطراً مباشراً على حياة المواطنين بالرغم من وفرة الموارد الطبيعية، فالفساد قد طغى على الأمن والتعليم والصحة والمجاري والبنى التحتية فحوّل حياة المواطن الأفريقي العادي إلى جحيم


سرحت بعد سماع كلام هذا الناشط الأفريقي إلى الكويت والفساد الذي ينخر جسد هذا البلد المسكين المبتلي بشعبه وحكامه معاً، وما زالت كلماته تحوم داخل عقلي، تأبى الخروج منه.. لم نصل بعد إلى درجات الخطر الذي تعيشه الدول الأفريقية بل ما زلنا بعيدين عنها والحمدلله، لكننا حتماً نسير باتجاه خاطيء وخطير وإذا لم نتدارك الأمور فسينتهي بنا الحال إلى نفس حالها.. قد تقولون اني أبالغ وأهول الأمور لكن اعتبروا كلامي - وكلام الكثير غيري على ما يبدو - بمثابة انذار مبكر

***

في الدول المجاورة الكثير من الفساد لكن على الأقل نرى في المقابل خدمات جيدة ومشاريع تنمية تعود بالفائدة على الشعب.. أما نحن فأصبحنا لا نجيد إلا الكلام والتنافس على صفقات التنفيع ولتذهب الكويت وشعبها إلى الجحيم

رحم الله من نفع واستنفع... ربعنا استنفعوا ولكنهم لم ينفعوا أحد

Saturday, September 26, 2009

التدوين في الكويت



نقلاً عن الزميل مطقوق



الأخوة و الأخوات
.
المدونين و المدونات
.
ندعوكم لحضور ندوة
.
التدوين في الكويت
.
تحت رعاية و اشراف مؤسسة آيركس الشرق الأوسط
.
ستغطي الندوة الكثير من المواضيع المتعلقة بالتدوين بشكل عام
.
و التدوين في الكويت بشكل عام
.
المشاركين في الندوة
.
الاستاذ محمد عبدالقادر الجاسم
.
صاحب موقع ميزان
.
رئيس مشروع جسر المعرفة
.
الاستاذ زايد الزيد
.
شريك و رئيس تحرير جريدة الآن الألكترونية
.
الاستاذ حسن رمضان
.
صاحب موقع فرناس
.
مؤلف كتاب السلفية و العلمانية
.
الاستاذ بدر الفريح
.
مؤسس موقع كويت بلوجز
.
أول تجمع للمدونات الكويتية
.
الأستاذة ريم الشمري
.
Chilloutq8
.
الاستاذ عبداللطيف العمر
.
صاحب موقع فورزا كويت
.
ممثل مؤسسة جلوبل فويس في الكويت
.
و سيفتح باب النقاش و الأسئلة بعد الندوة
.
نتوقع حضوركم و مشاركتكم الفعالة
.
الرجاء النشر و الحاضر يبلغ الغايب
.
الأثنين
.
28-9-2009
.
الساعة السابعة و الربع مساء
.
فندق المارينا مول

Thursday, September 17, 2009

A Year of Teddy



Click here for Teddy On The Go

أحببت أن أشارككم مدونة ظريفة تصور يوميات تيدي "الدب الصغير" في الكويت، وفي مواقع ومواقف مختلفة حول البلاد مع تعليقات بسيطة

تعرف صاحبة الموقع "تيدي" كالتالي

Teddy is an alter ego. He willingly volunteered to be a social experiment to help create a life for someone who is trying to settle back into a society. This person is living vicariously through Teddy by establishing new relations, building a network, starting a new life, and trying new things. Teddy is real, and you can be a part of his life too.

إن "تيدي" شخصية بديلة، تطوع ليكون تجربة اجتماعية لتكوين حياة جديدة لشخص يحاول إعادة التأقلم مع المجتمع الكويتي بعد العيش في الخارج. إن هذا الشخص يعيش من خلال حياة تيدي اليومية وذلك بتكوين العلاقات، وبناء شبكة من المعارف وبدء حياة جديدة وتجربة أشياء جديدة. إن "تيدي" حقيقي وبإمكانك مشاركته مسيرته لتكون جزءأً من حياته


Enjoy!

Sunday, September 13, 2009

مشاعر

في شهر رمضان الكريم، تزداد كما تعلمون جرعات التدين المصطنع التي ابتلت بها الكويت منذ عقود... وهذا ليس بجديد في بلد يغلب المظهر على الجوهر، فشعبنا نصفه متدين - أو غير متدين بتاتاً - عن قناعة ومنسجم مع الحياة التي اختارها لنفسه، ونصفه الآخر يتظاهر بالتدين لأغراض في نفس يعقوب، ولهم في رمضان مناسبة للتفاخر بالتدين لأقصى حدوده نظراً لكثرة الزيارات الإجتماعية. إن هؤلاء المتظاهرين المنافقين هم أساس البلى وهم من يسطرون القوانين الجائرة مثل قانون المجاهرة بالإفطار الذي وضع لحماية "مشاعر" الصائمين

فكروا معي قليلاً بهذه الكلمة.. مـــشـــاعـــر.. يا سلام على الرقة! ما هذه المشاعر المرهفة التي لا تحتمل منظر شخص يتيم يشرب من كوب ماء أو شخص آخر يأكل خبزة؟! إن آلاف بل ملايين المسلمين يعيشون في دول الغرب (الكافر!!!) ويصومون فرضهم بهدوء ولا يكترثون لمناظر الأكل والشرب التي تحيط بهم من كل جهة، بل أنتم أنفسكم عندما تسافرون تصبحون فجأة متسامحين مع الآخر وصيامكم سهل وخفيف .. لكن سرعان ما تعودون إلى أصولكم المتشددة "والعسرة" فور رجوعكم إلى أرض الكويت المقدسة

انا لا أطالب بفتح بعض المطاعم والمقاهي خلال فترة الصيام أسوة بدول الغرب - أو حتى الدول العربية والمسلمة الأقل تشدداً - لأني أعلم أن ذلك بات من المستحيلات، فنحن دولة تعشق "المنع" وتعاني مشكلة مزمنة مع "السماح" أو "الإباحة".. لكني أطالب بأن لا يتدخل أحد في شؤون غيره... ولا نترك حق إبلاغ السلطات عن أي شخص فاطر بيد الشعب، لما في ذلك من احتمالات عالية للتجني على خلق الله وتلفيق تهم المجاهرة بالإفطار لتصفية الحسابات الشخصية

الغريب والمحزن في الموضوع أن "مشاعرنا" تجرح يومياً بسبب افتراءات وانتهاكات الحكومة والشعب معاً، ولكن لم يهتم أحد بمراعاتها... سوء الإدارة واللامبالاة التي تعاني منها الحكومة تسبب الكارثة تلو الأخرى - آخرها مأساة محطة الصرف الصحي في منطقة مشرف. والشعب يتفنن في انتهاك القوانين التي وضعت لحمايته وتنظيم حياته ويخلق حالة من الفوضى – حارة كل مين ايده إلو على رأي اخواننا الشوام – تدخلنا في نفق مظلم لا نهاية له. تعودنا على هذه المخالفات والتعديات لدرجة أننا تنازلنا عن دورنا وحقنا في الإبلاغ عنها

لكن يا سبحان الله... لا يتردد أحد في الإبلاغ عن أي فاطر وزجه بالسجن لمدة شهر كامل لمجرد ارتشافه قليلاً من الماء، بغض النظر عن ظروفه ونواياه، وذلك لأن المبلغين يعتقدون أنهم بذلك ينالون أجراً على عملهم ويقتربون إلى الجنة

---

هل لاحظتم أن الأطباء الذين يتكلمون خلال شهر رمضان عن فوائد الصيام الصحية، هم أنفسهم الذين يطالبون بشرب الماء والوجبات الصغيرة طوال النهار بقية أيام السنة؟؟

اقرأوا هذا المقال للتأكد