Monday, August 31, 2009

مــعــاشــاتــكــم حـــرام

قال الدكتور طه خضير الأستاذ بجامعة الأزهر أن المال الذي يأخذه العامل دون جهد أو عمل مال حرام لأنه أخذه باعتباره عملا ولم يعمل وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لاتزول قدما عبد مسلم يوم القيامة حتي يسأل عن أربع منها عن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه

وعلي السائل أن يمتنع عن الحصول علي الأجر الإضافي مادام لا يعمل

جاءت هذه الفتوى التي نشرتها جريدة "الجمهورية" رداً على أحد المسلمين الذي أراد أن يعرف شرعية المكافآت التي يحصل عليها العاملون أحياناً دون جهد وعمل مع علم رئيس العمل

ومنا إلى جيوش البطالة المقنعة في وزارات ومرافق الدولة، الذين يجلسون في منازلهم ويستلمون رواتبهم بالكامل... معاشاتكم حرام

وبالمناسبة.. لم أرى أو أسمع أي من نواب التحريم والتكفير ومن لف لفّهم يطالب بالقضاء على هذه التصرفات التي يفترض أنها تخالف تعاليم الإسلام


اي صج نسيت.... هذول وراهم أصوات انتخابية


Monday, August 24, 2009

القبس على راسي

لعلها أروع وأقوى افتتاحية أقرأها منذ زمن طويل... وتتجلى جرأتها في صدورها خلال شهر رمضان، الذي تزداد فيه فوق العادة جرعات التدين الزائف والنفاق الاجتماعي

أتمنى من كل قلبي أن تكون الرسالة وصلت إلى سمو الأمير بالكامل دون أن يعبث بها مستشاريه كعادتهم


كنا ولا نزال نتحفظ على المخاطبة المباشرة لسمو امير البلاد، او لسمو ولي عهده، أو مناشدتهما، لأنها تؤدي، بقصد أو بدونه، الى الاحراج، أو قد تؤدي، بحكم عفويتها او جهلها "بــالبروتوكول"، إلى الإساءة الى ذات الامير او ولي عهده. خصوصا ان امير دولة الكويت يمارس اختصاصاته من خلال وزرائه، وان سمو ولي العهد لا يملك صلاحيات دستورية غير الانابة عن صاحب السمو الأمير، وان هناك، في النهاية، مجلس وزراء من مهامه الهيمنة على امور الدولة وادارة الشؤون العامة، وهو من يجب ان يُخَاطَب

غير ان الاهتمامات العامة لسمو الشيخ صباح وحرصه على التواصل مع الناس ومع المعنيين بالشأن العام، حيث ان سموه استنَّ هذه الاهتمامات العامة منذ توليه رئاسة الوزارة، عبر الاحتكاك بالناس وزيارة الدواوين للتعرف على هموم المواطنين المباشرة، وهو ما يلقى الارتياح الكامل لديهم. كما ان سموه هو اول امير للكويت يحرص على استمرار التواصل مع رؤساء التحرير والالتقاء بهم بشكل شبه دوري، كل هذا يجعل من مخاطبته او محاورته امرا يكاد يكون مقبولا، او على الاقل ضمن نهج سموه وخطه

سمو الأمير بدا منزعجا - ومَنْ يلومه؟! - من التمادي في الطرح الطائفي، والتراشق الذي حدث بين بعض المحسوبين على سنة الكويت أو شيعتها. وناشد سموه رؤساء التحرير والوسائل الاعلامية بالترفع عن المشاركة في التعصب الطائفي، وتوخي المصلحة العامة التي من المفروض انها تجمع كل الكويتيين. ومع ان أميرنا لم يَلُمْ الصحافة او يحددها كجهة مسؤولة عن تأجيج الطرح الطائفي، الا ان توجيه الخطاب الى الصحافة واللقاء برؤساء التحرير قد يفسره البعض ان الصحافة مسؤولة بشكل مباشر، او بحكم لهثها خلف الاثارة والخبر، عما يحدث من تنابذ وتفرقة بين المواطنين

الصحافة لاتخترع القضايا، تزيد اشتعالها ربما، أو ربما تضخمها او تعممها، ولكنها، بالتأكيد، لا تخلقها. وعن الطائفية، والقبلية بالذات، فإنها يا صاحب السمو صناعة حكومية صرفة، خلقتها الحكومة، وعلى وجه الخصوص عندما قرَّبت منها السلف والإخوان، ورعتها بــ "الغيتوات" السكنية وبالتوزيع الانتخابي الفئوي والطائفي للدوائر الانتخابية الخمس والعشرين

حتى ما عرف باسم قضية التأبين، ساهم بعض ابناء العائلة الحاكمة وجهاز أمن الدولة في اختلاقها، أو على الأقل تضخيمها. ليس بالإمكان تجنّب الصراع الطائفي، أو حتى الاحتكاك بين الناس، إن واصلت الحكومة حرصها على تعميم التشدد تحت ستار التدين وفرضه على المواطنين، عبر الاجهزة الاعلامية الحكومية، أو مدارس الدولة. وأخيراً ومع حركة الإصلاح المزعومة، فإن هناك سعيا حكوميا حثيثاً لفرض هذا التشدد على المدارس والجامعات الخاصة. وليس بالامكان تجنب الاحتكاك، أو على الاقل الامتعاض ونحن نجيّ.ر الدولة بهيئاتها وسياساتها الإعلامية والثقافية والاجتماعية، وحتى المالية او الاقتصادية، لمصلحة التشدد والغلو، خصوصا انهما غريبان عن "الديرة" وأهلها، وحتى عن معتقدات البيت الحاكم. ليس هناك صراع طائفي حقيقي، لكن هناك محاباة حكومية لتوجه سياسي مغلف بالدين، وشتان بين الاثنين. ليس لدينا صراع طائفي، فسموّه أكد، عن حق، أننا لم نكن نعرف السني من الشيعي، ولم نكن نفرّق بينهما، ولكنْ لدينا تفضيل حكومي او احتضان رسمي لتوجه، ونبذ ونفي لغيره من التوجهات او المعتقدات، وبشكل يجافي نظام الدولة ويخالف قواعد الحكم الدستوري وأصوله


أخيراً، على سبيل المثال لا الحصر، نُشر أن حكومتكم يا صاحب السمو تبحث عن تحديد لمعنى "الصحابة"، حيث ان عمومية التعريف في قانون المطبوعات تعيق ادانة "من يتطاول" عليهم. نحن في القرن الواحد والعشرين، وبيننا وبين من لم يتم تعريفهم حتى الآن ما يقارب الألفيتين، ومن تحاول الحكومة حمايتهم توفاهم الله منذ قرون، فكيف تتم الاساءة إليهم أو التطاول عليهم؟! لقد تسامح الرسول مع من رجمه، ومع من وضع الأذى في طريقه، ومع من تطاول على ذاته وأهله. حتى في محنة السيدة عائشة، لم يُتهم أحد بالتطاول على أم المؤمنين، وهي كانت حية ترزق وعلى ذمة أشرف خلق الله

يا صاحب السمو.. حكومات العالم مشغولة برفاهية شعوبها وتأمين احتياجاتهم وتحقيق امنهم، وحكومات دولة الكويت لا مشروع ولا رؤية لديها، بل أصبح همُّها الأول والرئيسي التصدي لمن يتطاول على من لا تعرف هي نفسها إذا كانت تنطبق عليهم تسمية الصحابة أم لا، وكذلك أهل البيت!!.. وهؤلاء بشر، يخطئون ويصيبون كبقية خلق الله

حكومات العالم تخصص الجوائز والرعاية للمنتجات والمكتشفات الحديثة، وجوائز حكومة دولة الكويت هي فقط لمن يجوّد القرآن ويحفظ الاحاديث. حكومات العالم تحتفل بأعيادها الوطنية وتخصص ايام تحريرها وذكرى ابطالها للكلمات والخطب الرسمية، ودولة الكويت يا صاحب السمو تمنع أجهزتها الامنية الاحتفالات بأعياد التحرير، وخطابها الرسمي في العشر الاواخر من رمضان

يا صاحب السمو... لدينا جرعة دينية زائدة، مع أننا شعب مسلم بالفطرة، ولدينا "دكتاتورية" دينية تتعارض مع النظام الديموقراطي، ومع دستور الآباء والأجداد.. ولدينا اتجاه رسمي يرعى ذلك، ولدينا قوى نافذة تتكسب منه

يا صاحب السمو.. لا يختلف، وليس من المفروض ان يختلف، اثنان على أنك صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في ما يختص بالشأن الكويتي. ويعلم الجميع ان دستور الدولة قد جعل من رئيس الدولة "أباً لأبناء هذا الوطن جميعا". ونحن بحكم كويتيتنا نعلم ما تعنيه العلاقة الأبوية بين الأب وابنائه. فهي ثنائية الأبعاد، موحدة الهوى والأهداف، رعاية وحدب من جهة، وسمع وطاعة في الجهة المقابلة، وكل ذلك هدفه وغايته الوحيدة مصلحة الأبناء وتأمين مستقبلهم. لقد اخترنا كما اخترتم قبلنا، النظام الديموقراطي وسيلة للحكم والقواعد الدستورية حكما بين الناس، ونحن اليوم في زمن تتجذر فيه الممارسة الديموقراطية وتتخلى فيه الأنظمة الفردية، أو الأنظمة ذات الحكم العائلي الصرف - طوعا في أغلب الأحوال - عن سلطاتها لمصلحة الهي‍ئ‍ات والمؤسسات العامة. وفي هذا الزمن، وفي ظل هذه الظروف، ليس مناسبا التشكيك في ديموقراطية الحكم في الكويت، مثلما هو غير مناسب ايضا الحديث عن تقليص مساحات الحرية، أو إعادة النظر في سلطات الأمة التي تجذرت عبر نصف قرن من الزمن

ان ما نواجهه اليوم ليس صراعا طائفيا. بل هو في حقيقته طغيان وهيمنة غير سوية من قبل التطرف والتشدد على مقدرات البلد. وغني عنالقول ان التمييز لا يمارس ضد الطوائف او المذاهب، بل هو يمارس ضد كل من لا يتفق مع نهج التطرف والتشدد، بغض النظر اصلا عن تديّنه أو عقيدته. ان السيطرة على التعصب الطائفي لا تتم عبر خفض صوت طرف أو مراضاة الآخر، بقدر ما تتم عبر نشر المبادئ الديموقراطية والتوعية بالحقوق الدستورية، وقبل ذلك التزام الحكومة والمؤسسات العامة بتطبيقها وتعميمها في علاقتها مع الجمهور. ولن تتم والدولة ترتدي الجبة وتعتمر العمامة وتبسمل وتحوقل في كل مناسبة. خطبة الأمير المؤسس الشيخ عبدالله السالم الصباح التي افتتح بها المجلس التأسيسي، بدأها مباشرة بــ«حضرات الأعضاء المحترمين.. السلام عليكم ورحمة الله» بينما تشابه خطبة أي مسؤول من مسؤولي اليوم خطب الجمعة، وتحتوي على الآيات و«الكليشيهات» الدينية التي تغلب على مضمون الخطاب وشكله

ان الحل الحقيقي لتجاوز الاحتقان الطائفي هو في كف الحكومة عن احتضان التشدد، وإن كان غلافه دينيا، وفي تخلّ.يها عن احتضان التيار المتطرف، وفي العودة الى الكويت العصرية، أو على الأقل التي حدد ملامحها سمو الأمير المؤسس، رحمه الله، في خطابه المشار إليه "دولة عربية تتضامن مع شقيقاتها العربيات.. دولة محبة للسلام تسعى إلى إقراره وتؤيد كل من يسعى اليه متمسكة في كل ذلك بميثاق الامم المتحدة". او كما في المادة الاولى لدستورنا "دولة عربية" وحسب. لا إسلامية ولا دينية، وبالتأكيد ليست سلفية كما تقودها الحكومة اليوم

Sunday, August 16, 2009

فــــــــاجــــــعـــــــة


إنها حقاً كارثة وفاجعة

لا أجد الكلمات المناسبة

قلبي يعتصره الحزن لوفاة عشرات الأبرياء

إنا لله وإنا إليه راجعون





Thursday, August 13, 2009

ســيــاحــة مــتــخــلــفــة

استوقفني المقال التالي للكاتبة السعودية المبدعة نادين البدير، وأعدت قراءته خلال الأيام الماضية أكثر من 10 مرات، لذا أحببت أن أشارككم به لتعم الفائدة ويحلو النقاش، خاصة مع رجوع افواج المسافرين تدريجياً إلى البلاد هذه الأيام لتصفير العداد خلال الشهر الفضيل الذي بات على الأبواب

خواطر سائحة
نادين البدير


- هل يعرفنك يا لبنى؟
أولئك السائرات المتزينات، حقائبهن الضخمة تتقدمهن، وجوههن يخفيها الماكياج، أقدامهن يحركها الغنج، عطرهن يملأ المكان.. عود وبخور في شوارع لندن وبيروت
تسيرين يا لبنى إلى المحكمة في السودان تتبخترين ببنطلونك المحرم. تستعرضين قوة امرأة، ترفضين حتى الحصانة. تتحدين حكم الجلد. تقولين من حق المرأة أن تختار
وأخريات يمارسن استعراضا أنثويا أيضاً لكن في النايتس بريدج والهايد بارك
الملابس في مفهومهن المتوارث ليست تعريفاً بشخصية صاحبتها، بل شرح لثروة ولي أمرها. التفاخر والتنافس بين الرجال ساحته الحقائب والأزياء
الملابس ليست أناقة قدر ما هي تنافس على الأغنى. الأثمن. الأجمل
هل تعرف تلك الفئة الأنثوية ما تناضل لأجله مثيلات لبنى؟
هل سمعن عن واحدة اسمها لبنى؟
هل يحلمن بالمجاهرة في ارتداء البنطلون بشوارع بلدانهن كما يرتدينه في الشوارع الأجنبية؟
هل باستطاعتهن التعبير عن أحلامهن كما فعلت لبنى؟
لا أحد يحكي عن لبنى
لمن تناضلين يا لبنى؟ ولمن تحارب المحاربات؟
فإما فقيرات لا يجدن وقتا أو وعياً لما تفعلينه.. وإما مرفهات وسط ريش وماس أكثر ما يؤرقهن الإنصات لنداءات أمثالك

* * *

- للمرة الأولى أرى بيروت في الصيف. زرتها في كل الفصول عدا الصيف
المصطافون يملأون المكان. تضيع نكهة بيروت بين العباءات والسيارات الآتية من الخليج. تصبح حائرة بين هوية لبنانية واكتساح خليجي مهول
الكل يريد الذهاب إلى لبنان، الجميع يذوب في لبنان هيام
لكنه هيام موقت ومحدد. لا يصل لمرحلة النقل
رغم أن السفر على مر الأزمان، لم يكن مقتصرا على نقل البضائع إنما الأفكار والتطورات والخبرات.. في بدايات القرن السابق أعجب المسافرون العرب أمثال قاسم أمين ومحمد عبده بأفكار شاهدوها في الغرب وأصروا على نقلها للداخل النامي. أما الثقافة المحلية اليوم فتدور العالم وتعود كما هي، باقية على تناقضاتها وتخبطاتها
- مازلت أتنقل
عباءات بيروت تتقلص وتنكمش في لندن لتتحول إلى حجاب ملون زاهٍ عليه توقيعات جيفنشي أو غوتشي
كلمات الغزل قبيحة لم أسمعها من رجل أجنبي في حياتي، مستحيل أن يتلفظ بها رجل حقيقي. كلمات وقحة
يعتقد سائح قادم من السعودية أن أي عربية لا ترتدي الحجاب إشارة إلى أنها حق مشاع للجميع.. أن كل من أظهرت ساقيها صارت حقا لصاحب الشارب، حامل العلامة الوطنية، المتسكع المحاط بالرفاق. جدوله اليومي واحد...أسواق، مقاه، نواد ليلية.. وعندما يعود لمدينته ينزع عنه البنطلون ويرتدي الثوب والشماغ ثم يكبر لأداء الصلوات الخمس
لكن حتى المتحجبات أيضا لا يسلمن من الغزل
هؤلاء الشباب والشابات، يصومون عن الاختلاط طوال العام.. ثم يفطرون على رؤية الآخر في لندن أو باريس
تعرف أنهم يبحثون عن بعضهم البعض نظرا لتكدسهم في أماكن واحدة لا تتغير
السياحة ليست لاكتشاف المجهول، لا تجدهم في الأزقة، ولا يهمهم اكتشاف الشعوب، لا يعرفون حتى تاريخ البلد المتوجهين إليه.. ما يسافرون لأجله غرض وغاية واحدة.. رؤية أبناء جلدتهم في الخارج.. بعضهم يتزوج بهذه الطريقة، وبعضهم يجد رفيقة لليلة أو ليالٍ عدة.
تجمعات شبابية كبيرة لا يهمها الحديث عن الإصلاح، ولا تكترث أصلاً لأي تغيير، فقد استسلمت للقاعدة الفقهية القاضية بتجميد الفكر. استسلمت للمغازلة
المنطقة هنا حيث تتجمع مقاهٍ عدة لندنية خالية من أي بريطاني، ولا حتى واحد أجنبي.. جنسيتان خليجيتان هما المسيطرتان على المكان
كان يقال ان أبناء وبنات السعودية يمارسون حقا طبيعيا في رؤية الآخر في الخارج.. لكن كثيرين منهم تعدى هذه الممارسة
حين يخطئ ابن الخليج في الخارج. حين يؤذي. يجد العذر جاهزا وعلى الفور.. تبريره أنه محروم
وهذا ما يفعله التطرف.. وذلك ما يؤدي إليه الفصل بين الرجل والمرأة
لكن الغالبية التي أتحدث عنها اليوم، تسافر كل صيف إلى الغرب.. وجزء كبير منهم قضى فترة من حياته وهو يدرس في الغرب.. هل مازالوا محرومين؟
ومحرومين من ماذا؟ من النساء؟ من الخمر؟
إنها ثقافة متوارثة تفخر بحفاظها على أدق تفاصيلها أينما ذهبت وبعدم استطاعة العولمة على تخطي حدودها ودخول مناطقها المحرمة، وعدم قدرة الأجنبي على تغيير داخلها المتأخر. تفخر بسلبياتها.. تفخر بأن العائد مثل المسافر بل ربما أكثر تعقيدا وسطحية

* * *

- سئمت التنقل بين الخليجيين.. اشتقت لبلدان أخرى مليئة بالمجهول

كاتبة وإعلامية سعودية

تعليقي

المقال أعلاه يصف بدقة مناظر القطيع من السواح الخليجيين في شوارع لندن وباريس وفي مقاهي وسط بيروت.. لا يتغير شيء من روتينهم اليومي الذي يبدأ، بالمناسبة، حوالي الساعة الخامسة مساءً وينتهي فجر اليوم التالي
... لم يدخلوا متحف في حياتهم، لم يشاهدوا عرض موسيقي أو مسرحي، ولم يكتشفوا شوارع ومناطق أخرى غير الكيلومتر المربع الذي يجوبونه يومياً ذهاباً وإياباً... كل همهم التسكع في المقاهي والتسوق وشراء أزياء لا تصلح لأجسامهم التي نفختها الوجبات السريعة... لكن هذه هي نتيجة ثقافة التحريم والحرمان التي نشأوا ونشأنا عليها.. البعض منا استطاع التحرر من هذه القيود البالية ليعيش حياة طبيعية مريحة وخالية من التعقيدات، لكن السواد الأعظم - وهو وصف دقيق لسواد العقول والقلوب والثياب - لا زال يقبع تحت هذه القيود وبمحض إرادته إلى أبد الآبدين

Wednesday, August 05, 2009

كـــل شـــي مـــؤقـــت؟؟

قرأت اليوم خبراً يقول

تدرس إدارة الطيران المدني حاليا مشروعا لإنشاء مطار مؤقت لاستيعاب الزيادة الكبيرة والمستمرة في أعداد الركاب وحركة الطائرات، التي أصبحت تمثل ضغطا كبيرا على مطار الكويت الدولي

وكشفت مصادر في الإدارة لـ "أوان" عن عقد اجتماعات موسعة مؤخرا، لبحث إنشاء المطار المؤقت، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 3 ملايين راكب سنويا، بغرض امتصاص الزيادة الكبيرة في الحركة الجوية، وذلك لحين إنشاء المطار الجديد، المقرر البدء فيه بحلول العام 2013 والانتهاء من بنائه في العام 2017

ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الركاب للعام الحالي 8 ملايين راكب، وهو ما يعزز الإسراع في تنفيذ المشروع، ولاسيما أن المشروع طرحته من قبل شركة ناس لخدمات الطيران

في السياق ذاته أكدت المصادر لـ "أوان" أن إدارة الطيران المدني تعتزم عقد اجتماع يوم 10 أغسطس الحالي لبحث ترتيبات إنشاء مدينة الشحن الجوي الجديدة شمال غرب المطار الحالي، ويأتي المشروع في إطار تنفيذ الرغبة الأميرية السامية بتحويل الكويت لمركز مالي وتجاري

كل شيء في الكويت مؤقت... وزارات مؤقتة، مرافق مؤقتة، مستشفيات مؤقتة.. والآن مطار مؤقت... ويقول البعض أننا دولة مؤقتة

صحيح أن الخبر يتطرق إلى "انشاء المطار الجديد، المقرر البدء فيه بحلول العام 2013 والانتهاء من بنائه في العام 2017"، لكن لنكن صريحين مع أنفسنا قليلاً... لماذا لم تقرر الحكومة بناء مطار جديد منذ حوالي 5 سنين عندما اتضحت الحاجة الملحّة له، بدلاً من توسعة المطار بشكل ترقيعي لم يستفيد منه المسافرون؟ ولماذا يبدأ العمل بالمطار الجديد في سنة 2013 وليس 2010 أو حتى 2011؟

وأليس بناء مطار جديد واجهة للكويت أهم بكثير من قاعة التشريفات الجديدة التي تشبه سنم البعير? كان بالإمكان بناء المطار الجديد والقاعة في نفس الوقت لكن وين اللي يفكر...؟

وهل سيرى المطار الجديد النور فعلاً أم سيكون مصيره النسيان مثل استاد جابر ومستشفى جابر؟؟

Sunday, August 02, 2009

أسوأ من الإحتلال

سئمت من الكتابة في ذكرى الغزو، مع أنها لا زالت مؤلمة وحية في ذاكرتي كوني عشت هذه الفترة العصيبة من تاريخ الكويت بالكامل.. وذلك لأن الألم الذي يعتصرني اليوم عندما أرى ما وصلت إليه بلادي من تخبط وضياع وفساد وتخلف - على يد السلطة وأبناء الشعب معاً - أسوأ وأخطر بكثير مما جرى خلال سبعة أشهر مظلمة تحت الاحتلال


وهذا رأيي الشخصي وكيفكم