العرب والجنس

نعلم أننا الآن في الشهر الفضيل لكن بما أن جريدة السياسة لم تتردد في نشر هذا المقال يوم الأحد الماضي، فلا ضير من إعادة نشره هنا لمن فاته المقال ويحب أن يستفيد من المعلومات القيمة التي يحتويها، مع جزيل الشكر للأخ أبو حفص الذي لفت انتباهنا له

العرب والجنس
د. شملان يوسف العيسى

نشرت جريدة ?السياسة? يوم الأربعاء 13 أكتوبر تقريراً طريفاً من تايوان عن ممارسات الجنس في العالم حيث أجرت الدراسة شركة ?ديوركس? لصناعة الواقي الذكري البريطانية - شارك فيها اكثر من 350 الف شخص من 41 دولة في العالم

بينت الدراسة ان الفرنسيين هم حالياً أكثر شعوب العالم ممارسة للجنس حيث يمارس الفرنسي الجنس 137 مرة في العام وهو ما يزيد بكثير عن المتوسط العالمي البالغ 103 مرات فيما احتل المجريون المرتبة الثانية واليونانيون الثالثة

وبينت الدراسة ان الآسيويين في مؤخرة القائمة حيث يمارس الصيني الجنس 90 مرة في العام والفيتنامي 87 والهندي 82 مرة أما الياباني فلا تزيد عدد مرات ممارسته عن 46 مرة في العام. وكشفت الدراسة ان الناس في انحاء العالم عادة لا يقتصرون على شخص واحد في ممارسة الجنس حيث يمارسونه مع أشخاص عدة يصل عددهم في المتوسط الى 10.5 شخص وسجل الصينيون النسبة الأعلى في ممارسة الجنس مع أشخاص مختلفين يصل عددهم الى 19.3 شخص في المتوسط في حين كان الفيتناميون الاكثر اخلاصا حيث لا يزيدعدد من يمارسون معهم الجنس عن 2.5 شريك.

ما يهمنا من هذه الدراسة هو انها لم تذكر أي شيء عن العرب مع ان العرب يقدر عددهم 280 مليونا ويعيش معظمهم في قارة آسيا.. ومعنى ذلك من المفترض ان تشملهم الدراسة الميدانية.. هل هناك مؤامرة امبريالية أميركية - صهيونية تحاول تجاهل الطاقة الجنسية عند العرب بإبرازهم بأنهم فاشلون ومتخلفون حتى في ممارسة الجنس؟ أم ان السبب يعود لتردي أحوالنا في كل الأمور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ويشمل ذلك الجنس طبعا.. قد يعود سبب اهمال العرب الى حقيقة ان العرب لا يستعملون الواقي (المانع) الجنسي إما لسبب ديني وهو ان العربي المسلم يبارك زيادة النسل ولا يمانع كثرة الأولاد لذلك لا غرابة من ان يكون معدل الولادة في الخليج مثلا 3.5 في المئة وفي مصر 2.5 في المئة وهي معدلات مرتفعة مقارنة بدول العالم الثالث والأول

ربما يعود سبب عدم ظهور العرب في الاحصاءات الجنسية الى حقيقة ان العرب ليس فقط لا يحبون استعمال الواقي بل انهم يمارسون الجنس بشكل خفي ولا يودون الحديث عنه.. فهناك ثلاثة محرمات في الوطن العربي لا يجوز الحديث عنها بحرية وهي الجنس والدين والسياسة

العرب عموما لا يؤمنون بالدراسات الميدانية بشكل عام فما بالك في القضايا الجنسية.. العرب لم يتعودوا على ابراز وجهة نظرهم بحرية مطلقة بعيدا عن الضغوط السياسية.. لذلك تأتي الاستفتاءات التي تجريها الحكومات على انتخاب الرئيس أو اختياره مرتفعة جدا تصل احيانا الى نسبة 99.9 في المئة المعروفة.. ليس هناك طريقة علمية تدلنا على ممارسة الجنس في الوطن العربي وهل اننا افضل اداء من الفرنسيين في ممارسة الجنس أو أقل.. الله أعلم, لكن الشيء المؤكد بأن ولع العرب بالجنس في السنوات الأخيرة يفوق كل التصورات والدلائل على ذلك كثيرة ومتعددة.. منها ارتفاع معدلات الزواج في الوطن العربي وكذلك معدلات الطلاق.. الشعبية الكبيرة المتزايدة للفيديو كليب لدى الشباب التي تحض على متابعة ومشاهدة الأغاني التي تبرز مفاتن المرأة وادائها في الرقص والغنج والدليل على ذلك بروز المغنية اللبنانية المشهورة ?نانسي عجرم? مما اثار حفيظة المحافظين في مصر وطالبوا بمنع أغانيها.. انتشار السحر والشعوذة وكتب الجنس التي تعد الرجال بزيادة طاقاتهم الجنسية حتى أصبح الإقبال على الفياغرا والسياليس والحبوب الصينية الطبيعية التي تساعد على زيادة الجنس والأهم من كل ذلك منافسة الرجال العرب للتيوس العربية على أكل زرعة الزلوع التي تظهر في جبال سورية ولبنان.. وأخيرا نرى بأن الدراسة نتائجها صحيحة لأن ما ينفقه العرب على تنشيط نشاطهم الجنسي يفوق كل أمم الأرض فقد بينت دراسة حديثة ان السعوديين ينفقون 15 بليون دولار على الأدوية والأعشاب الجنسية.. واضح جدا بأن العرب مهتمون في تنشيط البنية التحتية واهملوا البنية الفوقية التي يوجد بها الفكر.. والله يساعدنا لم نفلح في شيء