The Family

في سنة 1994 (أو 1995، لا أذكر) وفي شهر رمضان بالتحديد، عرض تلفزيون الكويت مسلسل مصري رائع اسمه "العائلة" من بطولة ليلى علوي، محمود مرسي، خيرية أحمد وغيرهم.... كان يحكي قصة عائلة مثقفة متوسطة الدخل تعيش حياة بسيطة وسعيدة، إلى أن اتجه أحد الأبناء إلى التطرف الديني وانضم إلى مجموعة ارهابيين مسلحين.. تداخلت مع حكاية هذه الأسرة قصة فتاة ضائعة من أسرة مفككة غرر بها المتطرفون وانضمت إلى شبكتهم.. بالإضافة إلى الجانب الفكاهي الذي صور النصابين والنصابات الذين يتاجرون بالدين ويضحكون على عقول البسطاء، وبالأخص الفنانة فريدة سيف النصر في دور الشغالة التي تحولت إلى تاجرة أزياء إسلامية... حتى أغنيتي المقدمة والنهاية من أداء المطربة أنغام كانتا في غاية الجمال

كنت أحس وقتها أنني مع أسرتي الوحيدين المتابعين لهذا المسلسل لأنه كان يعرض في فترة الظهيرة ولم يحصل على الزخم الإعلامي مثل بقية المسلسات التي كانت تعرض في المساء وكانت حديث الصحف والمجتمع آنذاك.. وكان يتنافس مسلسل العائلة في فترة الظهر أيضاً مع أحد مسلسلات الصراخ والنكد لا أذكر إسمه، وكنت أحاول الترويج له شخصياً من بين الأهل والأصدقاء لكن دون جدوى

المهم... تذكرت هذا المسلسل وأنا أقرأ الصحف وتصريحات أهالي مرتكبي جريمتي حولي وأم الهيمان، أسر لا تعلم كيف تحول أولادها إلى إرهابيين ولا تملك حيلة تجاه ما يحدث أمامها ومن حولها

التجربة المصرية التي جسدها المسلسل تتكرر الآن في الكويت وكأنها نص مكتوب، أو بالأصح كانت كامنة مخفية تنتظر الأوامر للخروج على الملأ... وربعنا يتحفوننا بتصريح سقيم تلو الآخر و لا أفهم كيف لا يعي أولي الأمر من الأسرة الحاكمة هذا الخطر الذي يهدد وجودهم كحكام قبل وجودنا نحن الشعب المغلوب على أمره. ما حدث في مصر يحدث هنا أمام أعيننا وحكومتنا مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال

احتضان، ارهاب، اغتيال... لم تتصدى مصر إلى هذا الخطر إلا عندما انفلتت الأمور، فهل ننتظر مصيبة كبرى في أرضنا حتى تتحرك حكومتنا؟

Don't hold your breath!