Wednesday, March 16, 2005

مسمار بلوح

صوت وقلم شاب... شخص الداء ببساطة متناهية

أزمة الشباب الوطني
طارق الربعي


قد يستغرب الكثيرون هذا العنوان.. أزمة شباب وطني؟ وقد يسأل بعضكم.. هل هناك اساسا شباب وطني لتكون هناك أزمة؟
أبشركم أيها السادة، فهناك شباب وطني في الكويت.. نعم، وهو يعاني أزمة كما سأوضح لاحقا

كما لا يخفى على الجميع، فأزمة التوجه الوطني الليبرالي في الكويت لا تقتصر على الشباب فقط.. بل هي أزمة تيار بشكل عام، تيار يفتقد التنظيم والرؤية والمرجعية السياسية في معظم الاوقات. ولكن الازمة الحقيقية التي تخص الشباب الوطني بشكل خاص هي ازمة البحث عن الذات وسط مختلف الاطياف السياسية في الكويت

يعاني الشباب الوطني من البحث عن ذاته في المعترك السياسي الكويتي، وحيدا من دون مساعدة ولا ارشاد، كما لا يعاني اي شاب من اي طرف سياسي آخر، فلا مساجد ولا حلقات تحفيظ لدينا، ولا مشايخ يملون ما نفكر وما نقول، ولا أهل يفرضون علينا فكراً دون آخر، ولا رحلات صيفية لدينا ولا مخيمات شتوية لتصقلنا سياسياً، ولا مباريات كرة قدم تهدينا الى الصراط المستقيم، ولا صحبة صالحة لدينا، ولا جمعية اصلاح ولا تراث.. فنحن نحفر في الصخر حتى نصبح ما نصبح فكرياً

كل ما نملكه هو ?التنبيش? في اراشيف تاريخ الكويت السياسي في مكاتب كدار قرطاس، فنقرأ كتب د.فلاح المديرس ود.غانم النجار والبغدادي والرميحي وغيرهم، بالاضافة الى الصحف المحلية وكتاب المقالات، وحضور الندوات الانتخابية واحاديث الدواوين، والعامل المشترك في كل ما ذكرت اننا دائماً وحيدون في بحثنا ومجهوداتنا فردية

والأدهى أننا لا نقرأ الدستور إلا عندما نتخرج في الثانوي، لأننا عندما كنا في الثانوي لم نعلم أننا نملك كنزا اسمه الدستور، ولم نعلم أن الدستور هو الفيصل في تنظيم امور العباد لا العرف العام ولا المشيخة ولا الفتاوى.. فالحكومة لم تقصر في جعلنا غير واعين وغير مثقفين وطنيا، فأنا ـ سلمكم الله ـ من جيل أنا آكل وأشرب لأعيش وأكبر

كل هذه العوامل ساعدت في صنع أزمة البحث عن الذات للشباب الوطني، فالظروف العامة لا تساعد على ظهور تيار وطني بسهولة كباقي التيارات السياسية، كما أسلفت، فالتيارات الاخرى تتمتع بقدرة هائلة على الارشاد والتوجيه تصل الى درجة الوصاية، وهذا ما نرفضه، كل ما نريده هو القليل من الارشاد

ختاماً، اشكر رموز التيار الوطني في الكويت على هذه الأزمة الجميلة التي جعلتنا نبحث ونعتصر تاريخ الكويت السياسي للوصول الى قناعة حقيقية بموقعنا وسط معمعة التيارات السياسية، ولكن ايضا اعتب عليهم.. لأن الإرشاد الفكري ضروري، ولو كان قليلاً.. خصوصا ان الفكر الوطني الليبرالي بشكل عام لا يفرض آراءه ولا يمليها على مريديه غصباً، ولكنه يطلب إعمال العقل.. فالمركبة الفضائية لا تنطلق بنفسها، بل يرشدها من هو أخبر، بعد ذلك يقودها روادها وحدهم ليحلقوا بها الى الأفق

4 comments:

  1. قرأت المقال في القبس صباحا.و لا أستطيع إلا أن اقول ماهذا الشبل إلا من ذاك الأسد.
    سلم قلمك يا طارق.....و معلش نشوف حالنا فيك يا إبن البيان.

    ReplyDelete
  2. Zaydoun, thx for posting this! A7la shay feeha inna the guy is young! Very well written o sij this phase might be a blessing in surprise for us, it might the beginning of a new generation of intelectual liberals!

    As dooda said, this shovel is from that lion!

    ReplyDelete
  3. أملنا بطارق وربعه يخلينا نتجاوز تقصير رموز التيار الوطني القدامى

    آنا متفائلة

    ReplyDelete

Keep it clean, people!