Hack Attack

تناول الكاتب الكبير عبداللطيف الدعيج في مقاله اليوم موضوع الحرب الشعواء التي تشن ضد الرأي الحر، والتي لا يحس بها الشعب المغيب عن حقوقه ربما لأنها تدور خلف الكواليس أو عبر الأثير في عالم الإنترنت. والحرب هذه تدار من جبهتين: الجبهة الأولى هي الهجمات والاختراقات التي يشنها بعض الضالين ممن لا يعترفون بحرية الرأي المخالف لمعتقداتهم، والجبهة الثانية من بعض شركات الإنترنت التي حشرت نفسها في هذه الحرب وهي التي يفترض أنها تأسست لإيصال المعلومات للناس لا لحجبها عنهم

عندما يتم حجب بعض المواقع، فإن ذلك يأتي في أغلب الأحيان عن طريق قائمة دورية صادرة من إدارة أمن الدولة وتوزع على شركات الإنترنت لتقوم بحجب هذه المواقع عن مشتركيها بأمر من أمن الدولة، ولا نعلم مدى قانونية هذا التصرف لكن اللي في أمه خير يقول لأ.... جهاز أمن الدولة له بدوره مواصفاته وقناعاته الخاصة للمواقع التي يرى أنها لا تصلح لعيون الكويتيين البريئة، وغالبيتها إما مواقع جنسية فاضحة أو مواقع تحرض على العنف والإرهاب. هذه القائمة تلتزم بها جميع الشركات، لكن هناك أيضاً رقابة داخلية ذاتية لدى كل شركة حيث تقوم كل واحدة بتقييم المواقع وتتخذ قرار الحجب بنفسها، وتختلف الآراء تجاه الحجب حسب إدارة كل شركة وتوجهاتها وتكتفي أغلبها باستبدال الموقع المحجوب بصفحة تخبرنا أن الموقع الفلاني قد تم حجبه، وتمكن المشترك من مراسلتها إذا كان الموقع موضع شك حيث قد يكون لا يستحق الحجب لكن تم حجبه خطأً... إلا شركة فاست تلكو التي تزيد على الحجب بموعظة ما لها داعي تفيد أنه إلتزاماً منا بالمحافظة على قيمنا الإسلامية الفضيلة وتماشياً مع القيم الأسرية والأخلاقية ومسئوليتنا الإجتماعية تجاه مستخدمي خدمات فاست تلكو فقد تم منع الدخول لهذه الصفحة

إن ما يحدث في الآونة الأخيرة خلط الحابل بالنابل... فمن جهة تم الهجوم على مواقع الشبكة الليبرالية و الشبكة الوطنية واختراقها من قبل فئة لا تؤمن إلا برأيها الخاص بها وعدا ذلك يجب حجبه قسراً، ومن جهة أخرى حجبت إحدى الشركات هذه المواقع نفسها عن مشتركيها وتذرعت بتعليمات أمن الدولة... لكن تشابك الأطراف وتوافق مصالحها في حجب هذه المواقع واضح للعيان، فما أسهل أن تأتي هذه الأطراف بشباب من دول مجاورة لاختراق المواقع، وما أسهل أن تمارس هذه الأطراف الضغط على شركة تملك بها نسبة - غير مؤثرة!! - لحجب نفس المواقع، وقد تم تدارك الحجب وإن أتى متأخراً

ليس باستطاعتي أن أزيد على ما كتبه الزملاء في موقع العلمانيين و منتدى ساحة الإرادة ، لذلك يرجى زيارتهما لمتابعة أحداث ومستجدات الحرب على الرأي الحر... ولكني سأكتفي بالقول أنها حرب خاسرة تشنها عقليات لا تصلح لزماننا هذا، فقد انتصرت ثورة المعلومات على كل العقبات فيا حبذا لو أعلنتم هزيمتكم وسخرتم جهودكم لبناء الإنسان والوطن لا للسيطرة على العقول