Wednesday, August 22, 2007

هذه آخرتها

منذ أن بدأت بالكتابة على هذه المدونة وأنا أتلقى النصائح من بعض الأقارب والأصدقاء بأن لا أمصخها في الإنتقاد والسخرية حتى لا يحدث لي شيء لا نحمد عقباه... وكان هذا قبل سنتين أو أكثر، أي قبل ظهور العديد من المدونات التي لم أكن أحلم بجرأتها وقوة طرحها وغيرتها على هذا البلد الصغير المنكوب بأهله

كنت دائماً أضحك على نواياهم الحسنة وأقول لهم ضاحكاً "من صجكم؟ وين قاعدين؟ ما عندنا هذه السوالف بالكويت!!". واستمريت بالكتابة وفقاً لما أراه مناسباً وحسب الحدود المرنة جداً التي وضعتها لنفسي وجميع من يعلق على المواضيع، ولم أمسح يوماً أي من التعليقات المثيرة للجدل. ومرت الأيام وتكاثرت المدونات وأشعلنا حركة نبيها خمسة، وظهرنا على التلفزيون واستمرينا في الكتابة المتقطعة بعيداً عن أي رقابة وأي مشاكل... إلى يوم أمس الأول والأحداث التي لازلت أنكر لنفسي حدوثها وكأني في كابوس مزعج

كنت في رحلة فصيرة في الساحل الشمالي المصري حيث الجو الجميل والبحر الأزرق المنعش عندما تلقيت أول رسالة على هاتفي النقال تخبرني عن اعتقال بشار الصايغ وجاسم القامس.. جلست مذهولاً غير مصدق ما أقرأه

"إيه ده؟ انتوا بقيتوا زيّنا تمام"... كان ذلك تعليق أحد الأصدقاء المصريين وتذكرت وقتها كيف أني كنت دائماً أفتخر بالحرية النسبية التي نتمتع بها في الكويت مقارنة بالدول العربية الأخرى - يعني أحسن من اللي ألعن منا - وخجلت من بلدي لحظتها... معقول ده يحصل في الكويت؟

عندما ركبت الطائرة بعد تأخرها عن موعد اقلاعها 13 ساعة - سوف أتطرق للكويتية في موضوع لاحق
- قرأت ما أدلى به جاسم القامس والغضب العارم يسيطر علي لما فيه من إهانة لمواطن كويتي على يد ضباط كويتيين يستهزئون بحرية الصحافة وبقوانين الدولة والدستور، متناسين أن هذا الدستور هو الذي يكفل لهم ولذويهم حرية العيش الكريم، وينسون دائماً أن القمع الذي يمارسونه قد يطول أي منهم إذا لم تكن هناك قوانين تحميهم

وما زاد من حزني هو الشعور بالغصة ظهر اليوم وأنا في سيارتي أفكر فيما حدث، عندما سرحت بي ذاكرتي إلى مثل هذا الشهر الحار قبل 17 سنة أثناء الإحتلال الصدامي، عندما كنت أسمع أخبار الاعتقالات والتعذيب والإهانة لشباب أعرفهم شخصياً.. فبدلاً من أن نتعظ من هذه التجربة المريرة نجد ضباطنا ومن صلب ظهرنا وأبناء نفس الأرض التي تربينا عليها جميعاً يمارسون نفس الوحشية التي استنجدنا العالم لينقذنا من شرها

لقد عاد جاسم وبشار إلى أهاليهما سالمين، لكن ما هو مصيرنا جميعاً في المستقبل إذا عبرنا عن آراء قد لا تعجب أحد ما في السلطة؟ المشكلة أننا لا ندري من هو الذي يجب أن نتفادى غضبه وبطشه. نعم الذات الأميرية مصونة لكن يبدو أن الأمر أكبر وأعقد من ذلك بكثير

لننتظر ما تخبئه لنا هذه الأيام العصيبة... والله يستر

15 comments:

  1. الحمدلله على السلامه
    زياد

    الحقيقه ما اثرته امر محزن..مالحل اذا هل ستبقى كتابتنا على اجمل رحلة او وين صيف هالصيف او مقادير عمل كيكة ما او ابيات شعرية غزلية

    اعتقد الحل يكمن في عملية الرقابة الذاتية والانتقاد بالطرق المشروعه وعدم تجاوز بعض الخطوط التي قد تؤدي بالكاتب الى بحر الظلمات

    ReplyDelete
  2. والقادم مذهل أكثر
    هذى مرحلة مراكز القوى و الميليشيات
    و غياب للسلطة المركزية

    الزبدة
    اللى ما عنده ظهر او جماعة يحتمي فيها خل يبلع العافية و يسكت
    و انا اول واحد ببلعها و اسكت

    ReplyDelete
  3. و هذى عشان زيدون
    anything

    ReplyDelete
  4. مكانك فاضي في البلوغ وفي الأحداث

    لولا الطريق الذي مهدته لنا يا عميد البلوغرز، لما قدرنا نوصل اليوم اللي احنا فيه

    لا تخلي شي يوقفك، في السابق كان اجراء مثل هذا اعتيادي، أما الآن فهم تحت أعين العالم

    ReplyDelete
  5. مع اني ما اتكلم وايد بالسياسه .. وأغلب مواضيعي شماته وضحك .. لكن هم قاعد اطالع البلوغ الحين بمنظور ثاني .. يعني مثل ماقال بومريوم .. اللي ماعنده ظهر منو راح يدري عنه اذا اختفى؟

    وهالأيام ماتدري منو طقاقك .. اخاف باجر يتلوني بتهمة التطنز على بومريوم

    ReplyDelete
  6. حمدالله عالسلامة أيها المخرب الكبير

    كنت تضحك و احنا نقولك القودفاذر

    عموما زيدون نعم انا مثلك حزين أن يفعل السفهاء ما فعلوا و لكني جدا سعيد على وقفة الناس وقفة شرسة أمام هذا الانتهاك

    متفاجيء الصراحة من جراة الشباب ,امس رايحين ناطرينه جدام باب امن الدولة

    نعم هم مدونون , لكنهم بالنهاية شباب و لهم اصدقاء و معارف و اهل و هذا الفكر سينتشر

    و كثرة الدق تفج اللحام

    ReplyDelete
  7. خوش كلام يا العمده

    ReplyDelete
  8. صج شي يحر ويقهر

    ReplyDelete
  9. الحمدلله على سلامتك زيدون و اتمنى غيرت جو و تشمست و تبطحت بالماية الحلوة على شط البحر


    شفت اللي صاير ؟
    بصراحة الآن بدأت أتردد في التعليق في مدونتك
    أخاف يسحبوني بسبب بو مريوم متطنز على جمعية الفيحا
    ولا بسبب مطقوق لأنه تطنز على مدرس العلوم

    أصبحنا لا نعرف ما هي الحدود و متى نصل لها أو كيف شكلها
    بعد ان شوهوا المعنى الحقيقي للحرية الي صارت مطمطية و يشكلونها على حسب مزاجهم و اهوائهم


    كراكتوا الرقابة الذاتية الشباب مو مقصرين لدينا اقلام واعية و تعرف كيف تكتب و عن ماذا تكتب
    ولكن يبدو للأسف عناصر مدسوسة بينا تحاول تخريب الحرية
    و تقدر معرفة ذلك عندما تجول في اليوتوب و تجد ملفات تتهكم على شخصيات و عظمها اشاعات و قذف من مراهقين
    و يبدو انهم يؤدون عملهم بمقابل
    حيث لا يعقل ان يتفرغ واحد 24 ساعه بس للردود على الفيديو بأكثر من معرف و ليضع فيدوات طنازة على فلان و علان القصد منها البلبلة

    ويا كثرهم الفداوية و اسلوبهم واحد تستطيع معرفته من بين الف مدون

    ReplyDelete
  10. حمد الله على سلامتك يا شيخ المدونين

    والمفسدين بيخطوطون لمرحله الاعتقالات اسوه بباجى الدول العربيه بس تاكد انه هالشى ماراح يرضى اهل الكويت وله راح يخوفهم

    وتذكر قبل 17 سنه (اوله الغزو صارله 17 سنه عيزنا وشيبنا )

    المهم قبل 17 سنه لا الدبابات وله التعذيب منع من شباب الكويت ان يقاومون المعتدى , شباب الكويت قدها وقدود وكل ما استبدو وظلمو راح ايلاقون الى يقاوم و يوقف ضدهم وياجبل مايهزك ريح:)

    ReplyDelete
  11. It's truly a shame. But I think the outcry over these arrests is a positive thing. At least we made it clear to the officials that we are not blind, we are not stupid, we cannot be silenced, and we can be very very loud :)

    ReplyDelete
  12. الحمد لله على سلامتك زيدون
    وصباح الخير

    آنا ممتنعة عن التعليق لأني ما أحب آغلط
    بس تعليقا على عنوانك، هذى مو آخرتها.. هذي أولها

    ReplyDelete
  13. الحمدالله على السلامة

    آنا لي الحين أقول
    من صجكم؟؟؟

    ولما قريت إفادة جاسم .. رديت وقلت
    من صجكم؟؟؟؟

    والأنأح ... المؤتمر الصحفي للرجيب
    صج صج صج ... من صجكم؟؟؟؟؟

    Oh & i just noticed the "Keep it clean, people!" sign
    _____________

    شروق
    ما تحبين تغلطين وإلا خفتي؟؟ اعترفي

    ReplyDelete
  14. كل يوم ايي يكون اسوا من الي قبله الين بيينا يوم نتمنا اننا لم نحارب الغزو

    ReplyDelete
  15. اولا الحمدالله على السلامة
    ثانيا ليكن تعليق مطول لان اريد ان اوضح نقطة قد تغيب عن البعض

    لا زلنا فى دولة القانون وفى نهاية المطاف القضاء العادل هو الفيصل
    لذلك تضييق هوامش الحرية مستحيل ويجب ان يكون بقانون وهالشى صعب للغاية ان يصدر ومجلس الامة موجود
    قد تكون الحادثة السابقة ديكور وبهرجة لفرد العضلات لايخافة البعض وتقليل حده كتابة البعض الاخر
    الا ان بالاخير لو عرضت اى قضية من القضايا التى قد تفتعل من قبل الداخلية او لنكن اكثر تحديدا من المخربين
    سيكون القضاء فى صف القانون والشخص الذي لم يتجاوزه
    ولا اعتقد ان هناك من تجاوز القانون

    شكرا زيدون وعودة حميدة

    ReplyDelete

Keep it clean, people!