Monday, January 21, 2008

مـــآســـي الـــتـــجـــنـــيـــس

إليكم هذه القصة الحزينة التي أعرفها شخصياً عن قرب، لكنها قصة واحدة من بين آلاف القصص المشابهة والتي تعاني منها أسر كثيرة في الكويت

في منتصف السبعينات من القرن الماضي تزوجت سيدة من عائلة كويتية معروفة من رجل ينحدر أيضاً من عائلة كويتية معروفة لكنه من فرع العائلة الذي كان يقيم في البصرة، أي كانت جنسيته عراقية مع أنه لديه أبناء عموم كويتيون .. وبما أن العلاقات الكويتية العراقية آنذاك كانت عادية وطبيعية لم يكن يشعر برغبة ملحة لتعديل وضعه وطلب الجنسية الكويتية له ولأبنائه، رغم قصر نظر هذا التفكير

وفي أوائل الثمانينات عندما اشتعلت الحرب العراقية الإيرانية شعر أخيراً بالحاجة لطلب الجنسية الكويتية فتقدم للحصول عليها عن طريق الوسائل الرسمية وكذلك باستخدام ما لديه من واسطة ومعارف فعرضت عليه الجنسية لنفسه ولأولاده القصّر لكن بالدرجة الثانية.. لكن قصر النظر الذي يمتاز به هذا الرجل ظهر مجدداً فرفضها مصراً على جنسية الدرجة الأولى!! وحاول الجميع بما فيهم زوجته أن يعدله عن عناده لكن دون جدوى

واستمر بعناده هذا إلى أن وقعت كارثة الغزو العراقي على الكويت فوجد نفسه بعد التحرير في موقف لا يحسد عليه، فقد صمد مع زوجته وأولاده في الكويت لكن بعد التحرير أصبح وضعه غير مستقر بسبب جنسيته العراقية وكل المشاكل التي تسببت جنسيته له ولأبنائه وغيرهم في أوضاع مشابهة

توالت السنين من سيء إلى أسوأ وإذا بالزوجة تصاب بالسرطان ووافاها الأجل المحتوم بعد صراع مرير مع المرض، ليبقى الزوج والأبناء بوضع أصعب مما كانوا عليه حيث تخلى الأب عن الجنسية العراقية وأصبح بلا جنسية.. أي بدون! كما كان بإمكانه أن يطلق المرحومة زوجته أثناء مرضها طلاقاً بائناً ليتمكن الأولاد من الحصول على الجنسية الكويتية تبعاً لوالدتهم، لكنه أيضاً لم يفعل لقصر نظره وأنانيته

كبر الأبناء وتعلموا بمساعدة ورعاية أهل والدتهم قدر المستطاع وحاولوا جاهدين أن يصلحوا أوضاعهم لكن دون جدوى. والتحق الكبار منهم بوظائف في القطاع الخاص لكن برواتب مخجلة لأنهم غير كويتيين مما كان يحز بأنفسهم نظراً لكفائاتهم العالية وأدائهم المتميز

واليوم.... يقبع الأب في المنزل من غير عمل، وقررت إحدى البنات - وهي ذات كفاءة عالية في مجال تقنية المعلومات - الهجرة إلى كندا والبقاء هناك إلى أن تحصل على الجنسية الكندية وترجع بها إلى بلدها التي لم تعرف غيرها. الإبن تخرج من الجامعة لكنه لم يجد أي وظيفة بعد... استنجدوا مؤخراً بإحدى قريباتهم لما لها من صلة قرابة مع وزير الداخلية الحالي لكنها لم تفعل شيئاً لهم


قد تقولون أن القصة أعلاه ما فيها زود فهي ليست بغريبة وتحصل يومياً لكن بالله عليكم... أليس من الظلم ما يحصل لهؤلاء؟ نعم إنهم يدفعون ثمن أخطاء والدهم لكن ما ذنبهم؟ وأليس لأولاد الكويتية أي حقوق في بلدهم؟ وبعد هذا تمنح الجنسية لعوير وزوير تقديراً لخدماتهم الجليلة... أو جليلة الحيا، لا فرق

23 comments:

  1. آنا أعتقد ان التجنيس مو عيب بالعكس اهوا أحد الأمور المهمة بالنسبة للدول وعشان جذي تلقى كل الدول المحترمة تقوم بالتجنيس ولكن بشرط أن يكون انتقائيا ولمن يستحق وتستفيد منه الديرة وما يكون التجنيس عشوائي ولمن لا يستحق ولا تستفيد منه الديرة
    في حالة العايلة اللي ذكرتهم فآنا من أشد المؤيدين لمنح أبناء الكويتية الجنسية الكويتية حفاظا على استقرار الأسرة...والأهم اهوا مساواة المرأة بالرجل حسب نصوص الدستور فليش يمنح أبناء الكويتي الجنسية ولا يمنح هذا الحق لأبناء الكويتية
    يعني الريال على راسه ريشة والمرأة ماكو ريش على راسها؟

    ReplyDelete
  2. اتفق معك

    بس ما اتفق مع ان خدمات جليلة او جليلة حيا

    لا فرق

    أكو فرق يا بو الزيد

    ReplyDelete
  3. يعني كارثة أذا الدولة عندنا ما تعرف من يستحق الجنسية حتى وأن ظلم من عناد والده هل من المنطقي أن تضيع مواطنته بهذة السهولة
    المعيار الحقيقي للهوية الكويتية لدى المسؤولين فقد هويته

    لا حول ولا قوة إلا بالله

    وأن تكلمنا زعل وزير الداخلية

    ReplyDelete
  4. القصص كثيرة ولكن من يتأثر؟

    اعتقد اننا جميعا(كمجتمع) نتفق على ان هناك حالات كثيرة لا جدال في احقيتها بالجنسية والحالة التي ذكرتها احداها

    لكن يبدو ان القائمين على التجنيس لديهم شروط اخرى لا نعرفها يقومون على اساسها بإختيار قوائم التجنيس
    خصوصا بند الخدمات الجليلة الذي أصبح شماعة لكل من يريد ان "يزرّق" اسم معارفه من تحت الطاولة

    ملف التجنيس يتم التعامل معه على اساس غريب جدا!

    ReplyDelete
  5. الرجل جنسيته عراقية

    شلون ياخذ كويتية ؟

    بغض النظر عن عيال عمه ولا عيال عمته


    العيال صحيح انهم ولدوا وعاشوا على ارض الكويت مثل حال اغلب عيال البدون حاليا

    لكن ايضا نرجع ان جنسية ابوهم عراقية !!

    ReplyDelete
  6. نعرف وايد حالات مشابهة أو أكثر مأساوية.. اللي تطلقوا لضمان حصول الأبناء على الجنسية، واللي اخوان ببيت واحد نصهم كويتيين ونصهم لأ.. واللي سجلوا الأبناء بأسماء آباء غير آبائهم..

    مشكلة أن يتم التعامل مع قضية التجنيس بالبيروقراطية والعنجهية المعهودة، وباعتبار الحالات مجرد ملفات، وننسى أن أسر تضررت ومستقبل ضاع لعدد كبير من أبناء وبنات الكويت، وهم كويتيين بالجنسية أو بدونها

    هذا غير الكفاءات اللي تخسرها الكويت برحيل بعضهم أو عدم إعطائهم الفرصة اللي يستحقونها

    بو حامد
    في جملتك الأولى "الرجل جنسيته عراقية شلون ياخذ كويتية" من صجك والا تتغشمر؟

    ReplyDelete
  7. وزيدون
    فيديو غنيت مكة مو كامل
    أطالب بتعويض عن الأضرار النفسية

    ReplyDelete
  8. مطقوق... انا أقصد أن الحكومة لا تفرق بين الخدمات الجليلة والخدمات جليلة الحيا

    ReplyDelete
  9. شروق

    عقب ما حطيت اللنك للفيديو ونشرت التعليق اكتشفت انه مو كامل

    مادري ليش هالأغنية الرائعة ما تنحط على التلفزيون في كل عيد

    ReplyDelete
  10. بو حامد

    يعني ما يصير الكويتية تتزوج من غير كويتي من الأساس، حتى لو هذا نصيبها؟؟

    ولنفرض ان مشكلتك مع الجنسية العراقية بالذات، هم تزوجوا بالسبعينات... يعني أيام كانت علاقتنا مع العراق خوش بوش وصحافتنا تطبل حق صدام.. ولا نسينا؟؟

    ReplyDelete
  11. Dear Z,

    I rarely discuss politics, but, thanks to you I will now. :)

    Let's talk principles here. Why exempt Iraqis only, why not everyone. Anyone who is married to a Kuwaiti man or woman should get the Kuwaiti nationality in due course whether they are from Iraq or Zimbabwe.

    The law should not address individual cases, but rather the populace in general, otherwise if you lobby for Iraqis others will lobby for Saudis and Iranians and Pakistanis and so on and so forth. Where do we draw the line?

    The story you mentioned, while tragic, should not be the basis for immigration law for it can easily be used to nationalize three quarters of the Arabian penisula based n their tribal affiliation.

    We have Mutairis and Otaibis here, why not nationalize all of the members of these two tribes regardless of their location today, they have "family" here, don't they?

    Saudi sucks and Kuwait is more fun, and you get 50KD per child plus 70,000KD for your dream home, interest free. Sounds like a good deal, especially when you learn that a sizable portion of Saudi citizens are below the poverty line by international standards.

    Let's nationalize the whole populations of Iraq, Saudi and Iran! Why not? They all have relatives here one way or another.

    Whew, that was long.

    Cheers :)

    ReplyDelete
  12. jambino... i made no special claims for Iraqis, this was just one tragic story among many.. involving many different nationalities

    The difference between this story and the Saudi examples you mentioned is that their mother is Kuwaiti

    ReplyDelete
  13. Z,

    I know of many stories like this where the negligence of the father led to the suffering of his offspring and their children.

    Having said that, our system is so corrupt that people with legitimate grievance like the ones you mentioned lose while distant tribal relatives of MPs get the cake walk in this matter.

    I admit, I am hyper-sensitive to this whole tajnees business, not because I'm a racist, I hail from the desert like the next guy, but because this country has lost it's identity thanks to what happened in the 70s, and I think you know what I'm talking about.

    You, and many other bloggers, lament the Kuwait that had live performances from the likes of Um Kalthoum, Abdul-Haleem, Fayrouz, and James Brown in the 60s and 70s. What happened? How come we don't have any of that anymore? How come we can only have Muhammad Abdu in the ice skating rink and only after the approval of people with names that are difficult to pronounce?

    Anyway, khalha alla allah.

    Cheers

    ReplyDelete
  14. يعني انت تفهم اكثر من فوزي؟

    ما تطوف على فرس النهر هالسوالف

    ReplyDelete
  15. زيدون خلها تتزوج الي تبي

    لكن ما نعطي الجنسيه حق اي شخص يحمل جنسيه ثانيه

    القضية قضية مبدأ

    سواء كانت اسرائيلي او عراقي لا فرق

    القضية ان سين من الناس يحمل جنسية فكيف يعطى جنسية اخرى ؟

    ReplyDelete
  16. بو حامد

    ما علينا من زوجها... انا مقهور على عيالها

    ReplyDelete
  17. jambino

    I'm with you, and what happened in the 70s was a crime against this country. And they all ruined it for truly deserving people

    ReplyDelete
  18. في الفقرة الأولى عزيزي ذكرت أن الرجل جنسيته عراقية ، وأنه بعد الزواج لم "يعدل وضعف" بطلب الجنسية الكويتية وذلك لقصر نظره.. عذرا ولكن هل المطلوب من أي شخص يتزوج كويتية أن "يعدل وضعه" ؟؟ وما المشكلة في وضعه الحالي وجنسيته العراقية (آنذاك) ؟؟ باعتقادي لو أنه بقي على جنسيته العراقية لكان أفضل، موضوع الجنسية في الكويت مرتبط بالأرض والوطنية لا المصلحة وأمور إدارية بحته كما في كندا وأمريكا.

    ReplyDelete
  19. بوصقر

    ليس المطلوب من كل شخص أن يعدل وضعه فهناك جنسيات لها أفضلية حول العالم أكثر من الكويتية، رغم تصديق الكثير منا أنها الأفضل على الاطلاق

    أنا أتكلم عن الأبناء، أما هو فليدفع ثمن عناده وقصر نظره، وسامحه الله لما اقترفه بحق أبنائه

    ReplyDelete
  20. Hi people,
    Everyone deserves the citizenship, yet there are people who have a priority, like your story there are many many people.

    بعكس مصيبة الجليلة ، على فكرة ياسر صبيح كان يعذب الشباب الكويتيين لأجل عين شيخ من الشيوخ ، و أكلها يا شعب

    ReplyDelete
  21. تحياتي أخي زياد
    قصة مؤثرة حقا على الرغم من وجود أخر قد تزيد عليها من حيث المآسي فذالك لا يفقدها صفة التأثير على الأحاسيس، و أما بالنسبة لقانون التجنيس فهو لوحده يحتاج لهوية و صفه منطقية و هذا بشهادة قانونيين متخصصين، و بالنسبة لقصص التجنيس فوالله مآسيها كثيرة جدا جدا جدا و منذ القدم و كم دخلت الأهواء و النوايا السيئة و المحسوبيات و الحسابات في اللعب فيه من دب الدهر
    أسأل الله التوفيق للجميع

    ReplyDelete
  22. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete

Keep it clean, people!