استوقفني المقال التالي للكاتبة السعودية المبدعة نادين البدير، وأعدت قراءته خلال الأيام الماضية أكثر من 10 مرات، لذا أحببت أن أشارككم به لتعم الفائدة ويحلو النقاش، خاصة مع رجوع افواج المسافرين تدريجياً إلى البلاد هذه الأيام لتصفير العداد خلال الشهر الفضيل الذي بات على الأبواب
تعليقي
المقال أعلاه يصف بدقة مناظر القطيع من السواح الخليجيين في شوارع لندن وباريس وفي مقاهي وسط بيروت.. لا يتغير شيء من روتينهم اليومي الذي يبدأ، بالمناسبة، حوالي الساعة الخامسة مساءً وينتهي فجر اليوم التالي... لم يدخلوا متحف في حياتهم، لم يشاهدوا عرض موسيقي أو مسرحي، ولم يكتشفوا شوارع ومناطق أخرى غير الكيلومتر المربع الذي يجوبونه يومياً ذهاباً وإياباً... كل همهم التسكع في المقاهي والتسوق وشراء أزياء لا تصلح لأجسامهم التي نفختها الوجبات السريعة... لكن هذه هي نتيجة ثقافة التحريم والحرمان التي نشأوا ونشأنا عليها.. البعض منا استطاع التحرر من هذه القيود البالية ليعيش حياة طبيعية مريحة وخالية من التعقيدات، لكن السواد الأعظم - وهو وصف دقيق لسواد العقول والقلوب والثياب - لا زال يقبع تحت هذه القيود وبمحض إرادته إلى أبد الآبدين
خواطر سائحة
نادين البدير
- هل يعرفنك يا لبنى؟
أولئك السائرات المتزينات، حقائبهن الضخمة تتقدمهن، وجوههن يخفيها الماكياج، أقدامهن يحركها الغنج، عطرهن يملأ المكان.. عود وبخور في شوارع لندن وبيروت
تسيرين يا لبنى إلى المحكمة في السودان تتبخترين ببنطلونك المحرم. تستعرضين قوة امرأة، ترفضين حتى الحصانة. تتحدين حكم الجلد. تقولين من حق المرأة أن تختار
وأخريات يمارسن استعراضا أنثويا أيضاً لكن في النايتس بريدج والهايد بارك
الملابس في مفهومهن المتوارث ليست تعريفاً بشخصية صاحبتها، بل شرح لثروة ولي أمرها. التفاخر والتنافس بين الرجال ساحته الحقائب والأزياء
الملابس ليست أناقة قدر ما هي تنافس على الأغنى. الأثمن. الأجمل
هل تعرف تلك الفئة الأنثوية ما تناضل لأجله مثيلات لبنى؟
هل سمعن عن واحدة اسمها لبنى؟
هل يحلمن بالمجاهرة في ارتداء البنطلون بشوارع بلدانهن كما يرتدينه في الشوارع الأجنبية؟
هل باستطاعتهن التعبير عن أحلامهن كما فعلت لبنى؟
لا أحد يحكي عن لبنى
لمن تناضلين يا لبنى؟ ولمن تحارب المحاربات؟
فإما فقيرات لا يجدن وقتا أو وعياً لما تفعلينه.. وإما مرفهات وسط ريش وماس أكثر ما يؤرقهن الإنصات لنداءات أمثالك* * *
- للمرة الأولى أرى بيروت في الصيف. زرتها في كل الفصول عدا الصيف
المصطافون يملأون المكان. تضيع نكهة بيروت بين العباءات والسيارات الآتية من الخليج. تصبح حائرة بين هوية لبنانية واكتساح خليجي مهول
الكل يريد الذهاب إلى لبنان، الجميع يذوب في لبنان هيام
لكنه هيام موقت ومحدد. لا يصل لمرحلة النقل
رغم أن السفر على مر الأزمان، لم يكن مقتصرا على نقل البضائع إنما الأفكار والتطورات والخبرات.. في بدايات القرن السابق أعجب المسافرون العرب أمثال قاسم أمين ومحمد عبده بأفكار شاهدوها في الغرب وأصروا على نقلها للداخل النامي. أما الثقافة المحلية اليوم فتدور العالم وتعود كما هي، باقية على تناقضاتها وتخبطاتها
- مازلت أتنقل
عباءات بيروت تتقلص وتنكمش في لندن لتتحول إلى حجاب ملون زاهٍ عليه توقيعات جيفنشي أو غوتشي
كلمات الغزل قبيحة لم أسمعها من رجل أجنبي في حياتي، مستحيل أن يتلفظ بها رجل حقيقي. كلمات وقحة
يعتقد سائح قادم من السعودية أن أي عربية لا ترتدي الحجاب إشارة إلى أنها حق مشاع للجميع.. أن كل من أظهرت ساقيها صارت حقا لصاحب الشارب، حامل العلامة الوطنية، المتسكع المحاط بالرفاق. جدوله اليومي واحد...أسواق، مقاه، نواد ليلية.. وعندما يعود لمدينته ينزع عنه البنطلون ويرتدي الثوب والشماغ ثم يكبر لأداء الصلوات الخمس
لكن حتى المتحجبات أيضا لا يسلمن من الغزل
هؤلاء الشباب والشابات، يصومون عن الاختلاط طوال العام.. ثم يفطرون على رؤية الآخر في لندن أو باريس
تعرف أنهم يبحثون عن بعضهم البعض نظرا لتكدسهم في أماكن واحدة لا تتغير
السياحة ليست لاكتشاف المجهول، لا تجدهم في الأزقة، ولا يهمهم اكتشاف الشعوب، لا يعرفون حتى تاريخ البلد المتوجهين إليه.. ما يسافرون لأجله غرض وغاية واحدة.. رؤية أبناء جلدتهم في الخارج.. بعضهم يتزوج بهذه الطريقة، وبعضهم يجد رفيقة لليلة أو ليالٍ عدة.
تجمعات شبابية كبيرة لا يهمها الحديث عن الإصلاح، ولا تكترث أصلاً لأي تغيير، فقد استسلمت للقاعدة الفقهية القاضية بتجميد الفكر. استسلمت للمغازلة
المنطقة هنا حيث تتجمع مقاهٍ عدة لندنية خالية من أي بريطاني، ولا حتى واحد أجنبي.. جنسيتان خليجيتان هما المسيطرتان على المكان
كان يقال ان أبناء وبنات السعودية يمارسون حقا طبيعيا في رؤية الآخر في الخارج.. لكن كثيرين منهم تعدى هذه الممارسة
حين يخطئ ابن الخليج في الخارج. حين يؤذي. يجد العذر جاهزا وعلى الفور.. تبريره أنه محروم
وهذا ما يفعله التطرف.. وذلك ما يؤدي إليه الفصل بين الرجل والمرأة
لكن الغالبية التي أتحدث عنها اليوم، تسافر كل صيف إلى الغرب.. وجزء كبير منهم قضى فترة من حياته وهو يدرس في الغرب.. هل مازالوا محرومين؟
ومحرومين من ماذا؟ من النساء؟ من الخمر؟
إنها ثقافة متوارثة تفخر بحفاظها على أدق تفاصيلها أينما ذهبت وبعدم استطاعة العولمة على تخطي حدودها ودخول مناطقها المحرمة، وعدم قدرة الأجنبي على تغيير داخلها المتأخر. تفخر بسلبياتها.. تفخر بأن العائد مثل المسافر بل ربما أكثر تعقيدا وسطحية* * *
- سئمت التنقل بين الخليجيين.. اشتقت لبلدان أخرى مليئة بالمجهول
كاتبة وإعلامية سعودية
تعليقي
المقال أعلاه يصف بدقة مناظر القطيع من السواح الخليجيين في شوارع لندن وباريس وفي مقاهي وسط بيروت.. لا يتغير شيء من روتينهم اليومي الذي يبدأ، بالمناسبة، حوالي الساعة الخامسة مساءً وينتهي فجر اليوم التالي... لم يدخلوا متحف في حياتهم، لم يشاهدوا عرض موسيقي أو مسرحي، ولم يكتشفوا شوارع ومناطق أخرى غير الكيلومتر المربع الذي يجوبونه يومياً ذهاباً وإياباً... كل همهم التسكع في المقاهي والتسوق وشراء أزياء لا تصلح لأجسامهم التي نفختها الوجبات السريعة... لكن هذه هي نتيجة ثقافة التحريم والحرمان التي نشأوا ونشأنا عليها.. البعض منا استطاع التحرر من هذه القيود البالية ليعيش حياة طبيعية مريحة وخالية من التعقيدات، لكن السواد الأعظم - وهو وصف دقيق لسواد العقول والقلوب والثياب - لا زال يقبع تحت هذه القيود وبمحض إرادته إلى أبد الآبدين
سواء كان الشعب محروم ولا لأ
ReplyDeleteهم بيغلط
كا اكبر مثال الكويتين
محرومين من شي ؟
بنات خلق الله ترس المجمعات
اللي منهم اللبس القصير واللي حجابها شبه حجاب
واللي محتشمه
بس مع هذا عيونهم زايغه
ولسانهم يطول اذانهم
...
بس لو الله يرزقنا شعب مثل الأجانب
محد يقول عيب
ولا احد له شغل بالثاني
جان والله الدنيا بخير
بس طبعاً ما يتعدى الحرام
يعطيك العافيه :)
This is sadly so true
ReplyDeleteآنا مستغربة من الكويتيين اللي في بحمدون لأني الشهر اللي طاف .. أول مرة أروح لبنان بحياتي
كل يوم العصر نروح نسحب من نفس البنك .. نمر على نفس المقهى .. نشوف نفس الوجوه من مختلف الفئات العمرية ... نرد بالليل ..نتعشى بالمحطة .. و نمر على نفس الشارع و نلقى نفس الوجوه بنفس الطاولة
أربع ساعات يومياً اذا مو أكثر بنفس المكان .. و يسمونه سفر ؟
عليهم بالعافية .. بس أموت و أعرف سر المتعة في هالروتين
هم ضحايا
ReplyDeleteوالمقال جدا معبر وجميل وواقعي
لكن اكرر
ضحايا ويستوجب على المتنورين انقاذهم
حافية القدمين
ReplyDeleteانا لا أتكلم عن الحرمان المادي فدول الخليج بخير ونعمة والحمدلله... بل أتكلم عن ثقافة المنع والتحريم والعيب التي تربّت عليها الأجيال المتعاقبة
لاحظي أن غالبية الذين تصفينهم يأتون من بيئة "محافظة" وما حركاتهم البايخة في المجمعات الا نوع من التمرد
جنة الحواس
ReplyDeleteيا معودة خليهم فوق بالجبل عشان لا يشاغبوننا في بيروت
راعي تنكر
ReplyDeleteبعضهم ضحايا وبعضهم مقتنع تمام الاقتناع بما يفعله
مقالة رائعة
ReplyDeleteمادري تعليقي الاول وصل و الا لا
شنو الجديد يا أخ زيدون في الموضوع؟ من عشرات السنين وصورة السائح الخليجي في لندن مثل ما إهي وحنى عارفينهاعدل وخضنا في الموضوع آلاف المرات وملينا من الخوض فيه يعني ماكو شي جديد في كلامها....شنو أضافت الكاتبة سوى إعلان مبطن منها يقول " يا ناااااس يااا هووو ترى أنا غير عن ذي العالم واللللللللله آنا غير"؟
ReplyDeleteوجهة نظري الشخصية واللي تكونت عندي على أسس موضوعيى إنا الكاتبة المحترمة لايوجد مايميزها كتابياً سوى خروجها عن المألوف السعودي واللي أضفلها الشهرة بسسسسسس
ReplyDeleteموضوعية
ReplyDeletetypo sorry mate :P
ReplyDeleteمن تكون حتى تفرض على الناس روحه المسارح والمتاحف؟ انت حر بلي تسويه وهم احرار.
ReplyDeleteحسنا اين يذهب المتنورون بعدما يزورون المسارح والمتاحف ؟
ReplyDeleteبالطبع فإن المتنورين ينامون النهار كله منتظرين افتتاح المكتبات ليلا ويعتكفون هناك حتى الصباح في حلقات نقاشية تنويرية بنور احمر
لا تلوم الناس على مافيك مثله عار عليك ان فعلت عظيم
حافية القدمين ولباسي المطر: على الرغم من أن الكويت أكثر دول الخليج تفتحا ولكنها لا زالت تعتبر دولة محافظه جدا وحياة الناس فيها مرتبطة جدا بالعادات والتقاليد مفاهيم الحرام والعيب وما إلى ذلك
ReplyDeleteفبنات خلق الله اللي ترس المجمعات لا يتعدون نسبة قليلة من الكويتيين لذلك تجدين معظم الكويتيين لا يتصرفون كما الأجانب يعني بالكويتي مايخلون أحد بحالة
شكراعلى نشر المقالة
ما عمري رحت لبنان
ReplyDeleteولندن ما طبيتها الا مرة وحدة قبل ٧ سنين
أما أوروبا فما عرف عنها غير مدينة
Galway الإيرلندية
ولا طبيت دول الخليج، الا الدوحة ايام كاس الخليج ومكة برحلة عمرة كانت بهدف النفاق الإجتماعي والديني
لا أسافر.. ولا أروح... ولا أرد
خلني جذي على عماة عيني
جانك مليت منهم... حياك جالواي... الشقة وراعيها تحت أمرك
مافيها إلا كويتي واحد... محسوبك :-P
صباح الخير فعلا نحن بحاجه لنفض معنى السياحه يعني هالمره سافرت لبلد متعوده اروح لها كل سنه و مليييييييييت من كثر ما اروح لها
ReplyDeleteلكن قررت هالسنه تكون زيارتي مختلفه
مارحت السوق ولا القهاوي الي يتيمعون فيها العرب و الكل يدق علي يقولي زحمه خليجين صح؟
اقولهم ماشفت احد انا الاماكن الي اروح لها كلها اجانب ..
رحت القلاع
و القصور و المتاحف
و حفلات الاوبرا
ورحت المطاعم التراثيه و الرحلات الخارجيه
حسيت انه لهااااا طعم ثاني مايعرفه الا القليل
فكانت زيارتي لها عبق خاص
أحرص كل الحرص في تجنب أماكن العرب في السفر بشكل عام
ReplyDeleteلو كنت أرغب في الخز والحش في القهاوي لوفرت وذهبت الى حولي
المشكلة إن مفهوم السفر و السياحة محصور في التكشخ و المطالع و منو سيارته أغلى و منو يصرف أكثر ....شي إلوع الجبد!!
ReplyDeleteفحيحيلي
ReplyDeleteلا جديد فعلاً.. لكن الظاهرة بازدياد وبكثافة
a
ReplyDeleteانا لا أفرض على أحد ولم أدعي يوماً أنني لا أفعل شيء سوى زيارة المتاحف.. حتى أنا يستهويني أحياناً الجلوس في المقاهي بدون هدف، لكن الفرق أني أنوع في اختيار المقاهي وأتفادى الأماكن التي يتجمع فيها ربعنا.. لا لشيء إلا لأني لم أقطع آلاف الأميال لأشاهدهم هناك
وفعلاً كل على راحته، وكل على راحته يعلق
moodart
ReplyDeleteطالما أنك مقتنع تمام الاقتناع بأن من ليس على شاكلتك إنما هو فاسق وفاجر ومنحل... فالكلام معك ضائع
dakhtar blue
ReplyDeleteمشكور... بس الله يهداك ليش ما تسافر؟ ترى السفر فيه فوائد
كويتي لايعة كبده
ReplyDeleteبالضبط.. ليش أصرف فلوس وأقطع أميال طالما الأفنيوز يوفر لي نفس الخز ونفس القهاوي؟؟
lawyer
ReplyDeleteهذا هو عين العقل... فكل الدول والمدن التي يتجمع بها الربع فيها الكثير من المعالم والأنشطة لكن الله يهداهم، ما تهمهم هذه الأشياء ويضحكون علي إذا قلت لهم قوموا خلينا نروح أي مكان خارج دائرتهم الضيقة
عاقد النونة
ReplyDeleteسيارات غالية بأرقام خليجية... وعليهم بالعافية لو شاحنينها علشان رحلة برية ممتعة بين شواطيء فرنسا أو ايطاليا أو بين تلال الريف الانجليزي أو الفرنسي مثلاً
حدهم مشاخط رايحين ورادين على سلون ستريت واجوير رود والشانزيليزيه ولازم يصفون السيارة جدام المقاهي علشان الكل يشوفهم.. ويحللون شحن السيارة
فكره المقال جيدة وواقعية ... لكن هل التخلي عن "أفضل" الموروث هو الحل
ReplyDeleteالمشكلة مشكلة ثقافة ... لا نصوص وقوانين!!
أتمنى وصلت رسالتي بوضوح
بصراحه ارغب في الحوار معك حول الكثير من القضايا وهذه دعوه مني للحوار في مقهى ما .. فلربما استفيد من نقاشك العقلي البعيد عن اي معتقد
ReplyDeleteبل سنتحدث عن المسرح بصفتي مهندس ديكور مسرحي والفن بصفتي فنان تشكيلي وبعض القضايا الفكرية واعتقد انه سيكون حوارا جميلا
انا اتحدث بجدية والحساب علي بعد
ما رأيك
شدعوه سيد زيدون
ReplyDeleteانا بفترض الافضل .. انك مسافر