KNCC Again

Here's Dr. Shamlan Al-Essa's take on the KNCC fiasco.

دروشة المجتمع الكويتي

في الوقت الذي تتسابق فيه دول المنطقة والعالم نحو النمو الاقتصادي والتنمية في عصر العولمة الاقتصادية نجد بعض مؤسسات المجتمع المدني في الكويت وفي القطاع الخاص بالتحديد تتسابق مع الحكومة ومؤسساتها في جر المجتمع نحو الانغلاق والدروشة.. فهم يسعون تدريجياً الى القضاء على المجتمع الانفتاحي في الكويت وابعاد أهالي الكويت المعتدلين في دياناتهم وعلاقتهم مع الآخرين الى تبني مفاهيم متخلفة تدعو الى عدم احترام الآخر والغاء روح التسامح والاعتدال والوسطية

في الأمس أعلنت شركة السينما الوطنية الكويتية إغلاق دور العرض السينمائية في العشر الأواخر.. الشركة ليست شركة خاصة أو ان ملاكها من المساهمين ينتمون للاخوان المسلمين أو الحركة السلفية.. الشركة حسب علمي هي شركة مساهمة كويتية عامة.. ويعني ذلك ان أسهمها مدرجة في البورصة وربما يكون مالكو الأسهم من مشايخ الدين أو غيرهم لكن لا يجوز ان تقدم ادارة الشركة على اغلاقها لفترة عشرة أيام مما قد يكبد الشركة خسائر مادية

السؤال هنا: ما الغرض أو الهدف الرئيسي من إغلاق دور السينما من قبل مجلس الإدارة؟ هل يحاول أعضاء مجلس الادارة إخبار الناس بالكويت بأنهم ملتزمون دينياً.. إذا كان هذا هو السبب اللهم زد وبارك ديانتهم الجديدة, ولكن ما علاقة ذلك بالشركة التي يديرونها.. وكيف يتم زج القضايا الدينية في مصالح المساهمين بالشركة؟.. التساؤل الثاني الذي نود طرحه هل الذهاب للسينما أو المسرح يمنع من يريد الصلاة والتعبد من صلاته؟ وإذا تم إغلاق السينما.. هل يعني ان رواد السينما من المواطنين والمقيمين سيذهبون للمساجد للصلاة بدلاً من السينما؟

لو ان هناك منافسة حقيقية في بلد مفتوح اقتصادياً بين شركات السينما فيحق للشركة ان تغلق أبوابها لأن البدائل موجودة ومفتوحة.. لكن سياسة الاحتكار التي تمارسها شركة السينما جعلتها تتخذ سياسات تعسفية غير منطقية بإغلاق السينما في وجه روادها من الأجانب والمواطنينمرة أخرى نتساءل ما الهدف الحقيقي من هذه السياسة؟ ما دام فتح السينما لا يؤثر على رواد المساجد ودور العبادة أتصور بأن هناك توجهاً من بعض الأفراد والشركات التي يملكها الاسلام السياسي الى زيادة الجرعة الدينية ودروشة المجتمع.. لمحاربة الفن والفنانين والأدباء والشعراء وكل من لديه تفكير مستنير في المجتمع الكويتي, ما نتخوف منه هو ان تكون هذه الخطوة بداية لخطوات اخرى مثل إغلاق المحال والمطاعم أوقات الصلاة وقد بدأت الجمعيات التعاونية ومحطات الوقود بالإغلاق يوم الجمعة وربما تمتد لأيام الأسبوع في أوقات الصلاة.. هل التدين وزيادة أعداد المساجد ودروشة المجتمع الكويتي أخرجت لنا مجتمعاً تقياً ومتعبداً.. أبداً العكس صحيح والدليل على ذلك ارتفاع معدلات الجريمة وتعاطي المخدرات والخمور والبغاء والفساد والمحسوبية وكل السلبيات التي يرفضها الدين الإسلامي الحنيف

ماذا يعني ذلك؟ يعني ببساطة ان زيادة التدين ليست ظاهرة دينية حقيقية.. بل هي سياسية وشكليات مزيفة وليست حقيقية وإلا كيف نفسر ازدياد الغش في الشركات التي تدعي التدين والعلاج الاسلامي.. كان آخرها العسل المغشوش الذي يصلح لكل الأمراض.. الذي اكتشفت مختبرات الدولة بأنه مغشوش وأخيراً نسأل الدراويش الجدد في القطاع الحكومي أو الخاص ماذا تريدون من الكويت ان تكون بإغلاقكم كل مظاهر البهجة في المجتمع.. ما الغرض من إغلاق البلد ودروشة المجتمع؟.. يعني تماماً ان هدفكم المعلن هو أسلمة القوانين والمجتمع تمهيداً للوصول للسلطة لكن لماذا تحاولون تحويل الكويت الى دولة طالبان جديدة هل تريدونها ان تكون مكاناً لتفريخ الارهابيين الجدد للجهاد في الفلوجة من الشباب الكويتي الذين تحاولون منعهم من دخول دور السينما!؟

د. شملان يوسف العيسى