The Constitution

دستور دولة الكويت.... هل سمعتم به؟ إن كانت تدل تصرفات الدولة بحكومتها وبرلمانها ونوابها بل وحتى شعبها على شيء، فهو أن دستور الدولة قد خرج ولم يعد، أو أنه يرقد في أحد المستشفيات بغيبوبة بعد أن وجد ملقياً على بابها في فجر داكن، مخدراً على يد قوى الظلام والفساد التي لم يسلم أحد من شرها، في محاولة بائسة لإغتياله

أي دستور؟؟ فكنا زين يا معوَد.... هذا الرد الذي يحز بالنفس يأتي مثل الطراق كلما استند أي من الشرفاء - وهم كثر لأن الدنيا مازالت بخير - إلى الدستور في نقاش قضية أو موضوع ما، فلا يجد سوى السخرية والتحقير من الجانب الآخر.. وكأن الدستور كلام فارغ ومضيعة للوقت. لايخفى عليكم أن هناك الكثير من الفئات سواء من أسرة الحكم أو جماعات الإسلام السياسي أو النواب المرتزقة أو غيرهم من ينظر للدستور كحجر عثرة أمام طموحاتهم غير الشريفة

تهميش الدستور لم يحدث في يوم أو ليلة، بل هو يتعرض لتآكل ونخر بطيء منذ توثيقه، والأمثلة أكثر من أن تسطر هنا. ولكن لماذا لا يشعر المواطن العادي بأي غيرة على الدستور تجاه الانتهاكات المستمرة ضده؟ سأل أحد المعنيين بهذه الأمور هذا السؤال ذات مرة في جلسة صغيرة حضرتها مع بعض رموز العمل السياسي المخلص، فتبرعت أنا محسوبكم بالإجابة التالية... الكثير من المواطنين لا يعرفون شيئاً عن الدستور حتى يفتخروا به، بل أكاد أجزم أن الغالبية لا تدري أن هناك دستور موثق من الأساس، وها أنا أمامكم خريج ثانوية حكومية - لا بيان سكول ولا اميريكان ولا انكليش - لم يعلمنا أحد شيئاً عن الدستور الا كموضوع عابر في مادة الإجتماعيات المملة التي خصصها الطلبة إما للنوم في الصفوف الخلفية أو حل واجبات المواد الأخرى.... كأنها مؤامرة لإبقاء الناس على ما هم عليه من جهل بحقوقهم وواجباتهم، حتى تستطيع قوى الظلام والفساد أن تتعدى علينا في وضح النهار ولا نحرك ساكناً لأننا لا نحس بما يقومون به من هجوم صارخ على الدستور الا بعد فوات الأوان

لمزيد من الكدر يرجى قراءة مقال بو راكان في عدد اليوم من القبس... ثم اسألوا نفسكم أي دولة تريدون وما هو النظام الذي تفضلونه، النظام الذي يكفل حقوقكم وحرياتكم أم النظام الذي يتفنن في تقييدكم؟ ثم وجهوا السؤال إلى أولي الأمر... متى تفيقون من سباتكم وتدركون أن نظام حكمكم مهدد من قبل الذين دللتموهم وساندتوهم طوال العقود الماضية؟