عندنا وعندكم خير

تتفشى الواسطة والمحسوبية بشكل مخيف، حيث يتم تعيين أشخاص عديمي الكفاءة في مواقع حساسة لا لشيء سوى أنهم يمتازون بالولاء التام والأعمى للسلطة. وعندما تقع الكوارث يتنصل هؤلاء من مسؤولياتهم ويحاولون الاختباء وراء من عينهم وساندهم، ويتم تشكيل لجان للتحقيق في تلك الكوارث تنتهي أعمالها بدفن الحقائق وإبعاد أصابع الإتهام عن المسؤولين الحقيقيين

قد يعتقد القارئ لأول وهلة أن الكلام أعلاه مقصود به كويتنا الحبيبة، وقد يكون هذا الإعتقاد في محله لأننا تعودنا على سير الأمور هكذا حتى أصبحت للأسف جزءاً لا يتجزأ من نظامنا السياسي. لكني لا أقصد الكويت هنا بل الولايات المتحدة حيث كشف إعصار كاترينا مدى تفشي الواسطة والمحسوبية في إدارة الرئيس بوش، حيث عين لإدارة هيئة الطوارئ - التي كانت مثالاً يحتذى به في المهنية أيام الرئيس كلينتون - شخصاً لا يملك من الكفاءات شيئاً سوى أنه كان "روم ميت" لأحد أصدقاء الرئيس... يعني على نمط ولدنا يستاهل وانتوا كلكم خير وبركة... وها قد وقع الفأس بالرأس ورأى الشعب الأمريكي وسكان الولايات المنكوبة بأعينهم الفشل الذريع لهيئة الطوارئ تحت إدارة صديق الرئيس.. ورغم ذلك استمر بوش بالإشادة بأداء مايكل براون (أو براوني كما يسمى بين الربع) إلى أن خضع للسخط الشعبي وتمت إقالته اليوم

يا سبحان الله، عندما جاء رئيس أمريكي تربط أسرته علاقات قوية مع منطقتنا نجده يتطبع بأطباعنا المشينة، وكأننا لا نملك ما هو أفضل من ذلك لتصديره للأمريكان

لكنه في النهاية استجاب لإرادة الشعب واستغنى عن صديقه الذي سود وجهه... انشاءالله تتعظ حكومتنا وتستغني عن الذين يسودون وجهها ليلاً نهاراً احتراماً لنا ككويتيين