في ذكرى الوالد

اليوم حلت ذكرى وفاة والدي رحمه الله الذي وافاه الأجل المحتوم إثر حادث أليم قبل اثنان وعشرون سنة. طالما حاولت أن أتعامل مع هذه الذكرى وكأن شيئاً لم يكن، وأقصد هنا أنني أتعمد عدم التذكير بهذا اليوم الأليم وتخصيصه لذكرى المرحوم لأن كل يوم بالنسبة لي هو يوم بدونه والفراغ الذي تركه في حياتنا بعد وفاته لازلت أشعر به يومياً. لا يمر يوم دون أن يخطر ببالي ودون أن أتساءل عما كان ممكن أن يكون رأيه بالنسبة لأي حدث أو موضوع سواء فيما يخصني شخصياً أو يخص أسرته أو فيما يخص الأحداث التي مرت بها الكويت منذ وفاته، وما أكثرها... لازال أحد أصدقائه المخضرمين يقول أنه لو لم يتوفى بحادث سير لمات من القهر على ما آلت إليه الأوضاع في الكويت والمنطقة

البعض منكم يعرفني شخصياً ولذلك لست بحاجة لسرد سيرة والدي الشخصية، فقد كان المرحوم غنياً عن التعريف، وأتمنى أن أنجز يوماً ربع ما أنجزه في حياته. أما بالنسبة لبقية القراء الأعزاء يكفيني فخراً أن الكويت لم ولن ترى رجلاً مثله، مثالاً في النشاط والثقافة والحيوية والإخلاص لبلده، وسوف أدلكم على كتاب "أين الطريق: نظرات في السياسة والفكر والاقتصاد" الذي جمع كل المقالات التي كتبها في جريدة الوطن قبل وفاته. ولدي فكرة مشروع نقل الكتاب بكامله إلى موقع خاص على الإنترنت ليتعرف على كتاباته الجيل الجديد من الشباب النشط والواعي. كنت أفكر بهذا المشروع منذ أكثر من سنة لكن مشاغل العمل والحياة حالت دون تنفيذه، فهل تساعدوني يا شباب؟

ختاماً أقول... رحمك الله يا أبو زيدون وطيب الله ثراك وأسكنك فسيح جناته، وأرجو أن أكون قد واصلت ولو جزء بسيط من مشوارك عبر هذه المدونة المتواضعة

ابنك المخلص دائماً
زيدون