مقال يوم الخميس 29/12/2005
درس دين... يا وزارة التربية
...................................
أتتني ابنتي ذات الأربعة عشر ربيعا تطلب مني مساعدتها في فهم درس في التربية الإسلامية و بعد قراءة سطرين من الدرس، أحرجت و تلعثمت و لم أستطع شرح المادة. جلست أفكر بطريقة سهلة لأقرب الموضوع لعقلها الطري فعجزت. هل لكم أن تساعدوني؟؟ إليكم الدرس
كتاب التربية الإسلامية لصف الأول الثانوي / مادة القرآن الكريم صفحة 26 درس بعنوان (عتاب لطيف من الله تعالى لرسوله محمد صلعم.) روي عن النبي كان يقسم بين نسائه ، فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول الله في زيارة أبويها فأذن لها، فلما خرجت أرسل إلى جاريته "مارية القبطية" فعاشرها في بيت حفصة، فرجعت فوجدتها في بيتها، فغارت غيرة شديدة، و قالت: أدخلتها بيتي في غيابي و عاشرتها على فراشي؟ ما أراك فعلت هذا إلا لهواني عليك! فقال لها رسول الله صلعم مسترضيا لها: إني حرمتها علي و لا تخبري بذلك أحدا، فلما خرج من عندها قرعت حفصة الجدار الذي بينها و بين عائشة- و كانتا متصافيتين- و أخبرتها بسر النبي، فغضب رسول الله صلعم و حلف ألا يدخل على نسائه شهرا و اعتزلهن فأنزل الله ? تعالى:- (يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك
من المؤكد أن موضوعنا هنا ليس كلام الله عز و جل و لا في سبب نزول الآية الكريمة، لكن الموضوع هو كيفية انتقاء نوعية الدروس التي يلقن بها الطالب تناسبا مع عمره و مدى استيعابه للموضوع المطروح. من بين المئات من الآيات الكريمة التي يحفل بها قرآننا ، والتي تحث على العبادات و عمل الخير و البر بالوالدين و العمل الصالح و الحث على العلم و العمل، لم يجد مقرري المناهج غير هذه الآية لتدرس لطلاب الصف الأول الثانوي؟ الطالبات و الطلبة في هذه المرحلة الحرجة من عمر المراهقة (أربعة عشر عاما) يكونون في عز الاضطراب النفسي و في خضم رحلة البحث عن المجهول، و موضوع كهذا يستفز عقولهم و أسئلتهم و غرائزهم بطريقة غير مدروسة
أليس هناك لجنة مراجعة للمناهج في وزارة التربية؟ أليس من الضروري أن يكون كل درس يعطى للطالب له مغزى معين و معنى يتناسب مع مستوى تفكيره و استيعابه؟